ذكرت دراسة أميركية حديثة، أن نحو 15% من الذين أصيبوا بمتلازمة كوفيد 19 طويل الأمد، يعانون مجددًا بعد مرور سنة على إصابتهم، وأن عددًا كبيرًا منهم يدفعه ذلك للانتحار، أو التفكير بتلك الخطوة.
الدراسة أجراها مركز الأبحاث في جامعة واشنطن، وخلُصت إلى أنه لا بد من تدخل نفسي واجتماعي مع المصابين.
وأوضح أحد المواطنين الأميركيين أن زوجته أقدمت على الانتحار رغم عدم شعورها بالإحباط، إنما لم تستطع تحمل الألم الذي أصابها خلال إصابتها المطولة بكوفيد 19.
الدوافع والأسباب
من جانبه أوضح أحمد الزغلول، أخصائي علم النفس، في حديث إلى "العربي"، من عمّان، أنه بينما يحتاج المصاب بكوفيد 19 من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للتعافي، تستمر معاناة المصابين بمتلازمة "كوفيد طويل الأمد" التي تتضمن أعراضًا مؤلمة بما فيها آلام المفاصل وضيق التنفس، الأمر الذي ينعكس نفسيًا على صاحبها، متسببًا له بالإحباط والقلق.
وكشفت لورين نيكولز، إحدى المصابات بكوفيد طويل الأمد، أن فكرة الانتحار لطالما راودتها جراء الآلام الشديدة التي تعرضت لها، الأمر الذي جعلها تكتب وصيتها مرتين. بدورها، أوضحت مصابة آخرى تدعى روث أشيكانلو أن الصداع لم يفارقها، منذ إصابتها بكوفيد 19.
وأشار الأخصائي الأردني أنه بينما يتوقع المصاب بعد تعافيه من فيروس كورونا اختفاء الآلام والأوجاع التي رافقته، يتفاجأ بعودتها بعد فترة لاحقة الأمر الذي يتسبب بقلق شديد، ثم الاكتئاب الذي يعد أحد أهم مسببات الانتحار.
وشدد الزغلول على أن الإجراءات المصاحبة لكوفيد19 من حجر صحي، وعزلة اجتماعية تراكم الآثار النفسية على المريض، وهنا يعتقد الاخصائي أن ثمة مسؤولية أسرية تقع على كاهل الأهل، مؤكدًا أن أغلب الحالات التي شهدت محاولات انتحار، هي إما لكبار السن، أو المغتربين، وهم الذين بأمس الحاجة للتواصل الأسري.
وفي أغسطس/ أب، أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية أن فيروس كورونا يزيد من مخاطر الإصابة ببعض اضطرابات الدماغ بعد عامين من الإصابة بالفيروس، مما يلقي الضوء على التأثيرات العصبية والنفسية طويلة المدى لكورونا.