تقدّم محامون في المغرب أمس الأربعاء، بشكوى قضائية إلى محكمة الاستئناف في العاصمة الرباط، ضد شبان وشابات زاروا إسرائيل خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ نحو عام.
جاء ذلك بحسب مقطع فيديو بثته مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) عبر قناتها على "يوتيوب"، قال فيه عضو مجوعة العمل عزيز هناوي، إن محامين تقدموا بشكوى ضد مواطنين مغاربة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، لزيارتهم إسرائيل خلال الحرب على غزة.
وتأتي هذه الزيارة، بحسب هناوي، في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية، حيث تضمنت الشكوى تهمًا مثل الإخلال بالاحترام الواجب للموتى، والإساءة للدين الإسلامي، والإشادة بأعمال إرهابية (في إشارة إلى إسرائيل).
"احتقار للشعب"
بدوره، قال المحامي عبد الرحيم الجامعي، إن "هذه الخطوة تعتبر إحدى مظاهر دعم المقاومة الفلسطينية".
وأضاف أن زيارة شباب مغاربة لإسرائيل "احتقار للشعب المغربي ومواقفه وتاريخه وكرامته"، لافتًا إلى أن تلك المجموعة عقدت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين.
وفي يوليو/ تموز الماضي، زار نحو 23 شابًا مغربيًا، من بينهم طلبة في جامعة الأخوين (خاصة) إسرائيل، وعقدوا لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، وهو ما أثار جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي.
ومن بين ما حملته مذكرة المشتكين، اتهامات لزائري إسرائيل في ظل الحرب على غزة بـ”تكوين عصابة لارتكاب جرائم ذات طبيعة إرهابية بعمق إديولوجي وسياسي”.
وبحسب موقع "صوت المغرب"، فإن الأمر يتعلق بشباب قالوا إنهم ينتمون إلى جمعية “شراكة”، التقوا في تل أبيب رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحنا، ومئير بن شباط، رئيس "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي”، والذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي في إسرائيل وكان له دور في توقيع الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والمغرب وأميركا قبل نحو ثلاث سنوات.
وقفة شعبية
وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو للشباب المغاربة في ضيافة المسؤولين الإسرائيليين، منهم مائير بن شباط وهو يحدثهم بالدارجة المغربية، وأخرى ظهروا فيها وهم يرقصون في حفلات بالأراضي المحتلة.
كما نقلت صحف إسرائيلية، منها “جيروزاليم بوست” تصريحات للشباب المغاربة، منهم طلبة الأخوية، يتمسكون فيها بالعلاقات المغربية مع إسرائيل، ويهاجمون مناهضي التطبيع، فيما تقول جمعية "شراكة" إنها منظمة الزيارة، وعرّفت الرحلة بكونها من أجل "بحث مستقبل التطبيع مع إسرائيل في ظل الحرب الدائرة في غزة وضرورة استمرارها حتى تحقيق أهدافها"، وفق تعبيرها.
ونفذت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، يوم أمس، وقفة شعبية "من أجل فلسطين" أمام البرلمان بالرباط.
وقال المنظمون إنها تأتي دعمًا للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى وضد حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وضد الإرهاب الصهيوني بحق الشعب اللبناني باستهداف آلاف الضحايا من شهداء و جرحى، عبر تفجيرات أجهزة اتصالات لاسلكية، إضافة للمطالبة بوقف التطبيع مع إسرائيل.
ويشهد المغرب حالة تضامن كبيرة مع القضية الفلسطينية، من خلال مظاهرات ووقفات متواصلة بعدة مدن، بينها الرباط، تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وللمطالبة بإنهاء التطبيع مع إسرائيل.
