اندلع جدل كبير أمس في المغرب لم يكن بطله التباين في الخلفيات السياسية للأحزاب في البلاد، وإنما طه حفصي المعروف بـ"الغراندي طوطو" أحد أشهر مغني الراب المغاربة المعروف دائمًا بإثارته للجدل بآرائه وتصرفاته.
لكنه في هذه المرة لم يكن الفاعل الرئيس، بل كان هدفًا لهجوم رئيس الحكومة السابق وأمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي عبد الإله بنكيران، حيث انتقد هذا الأخير خلال مؤتمر شبيبة الحزب حضور طوطو الطاغي في الحياة العامة، مستنكرًا استعانة أحزاب سياسية لم يسمها بطوطو في فعالياتها للشباب.
وقال: "ما الذي يدفع بأحزاب سياسية للاستعانة بأشخاص مثل طوطو؟ ما المقصود بهذا؟ إن المقصود هو تمييع الشباب ليسهل التحكم في دولتنا في الحاضر والمستقبل".
الشركة المنتجة لأعمال غراندي طوطو ترد
ولم تمر هذه التصريحات التي وصف فيها بنكيران غراندي طوطو ومغني الراب بأوصاف مسيئة، وكان الرد عليها سريعًا لكن ليس من طوطو بل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش نفسه.
فبعد تصريحات بنكيران كانت فعاليات افتتاح جامعة شباب الأحرار وحضرها أخنوش، فاستقبله الحضور بتشغيل أغنية لطوطو، واصفين إياه بالفنان الكبير ليرد أخنوش على تصريحات بنكيران خلال كلمته.
أما غراندي طوطو الذي دائمًا ما أثار الجدل، فلم يرد على تصريحات بنكيران حتى هذه اللحظة وآثر الصمت بينما ترك الشركة المنتجة لأغنياته تتكفل بالرد.
وقالت شركة جوتس في بيان شديد اللهجة، إن "التشهير الذي قام به السيد بنكيران غير قانوني ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون، مشيرة إلى أنه "من خلال اختياره المتعمد لهذا النهج، يظهر السيد بنكيران عدم اكتراثه بالمؤسسات والهيئات المسؤولة عن تطبيق القانون في بلدنا".
"موضوع شعبوي"
أمّا مواقع التواصل الاجتماعي فقد امتلأت بالجدل منذ تصريحات بنكيران.
فقال حسان ناضوري: "في المغرب يثق الناس في مغني الراب أكثر من ثقتهم في السياسيين".
بدوره، قال مصطفى آدم: "حدثنا عن غلاء الأسعار والمفسدين ناهبي المال العام لا عن رابورات يتغنون بواقعنا المر الذي نعيشه".
من جهته قال محمد كاندي: "الوحيد الدي مازال يستطيع أن يقول كلامه في الساحة السياسية والإعلامية بدون خوف هو بنكيران، أما الباقي فيعتبر السياسة تملقًا".
وأخيرًا كتب يوسف باهو: "لا عتب عليه فالموضوع كله شعبوي من أجل الانتخابات ومغازلة القاعدة المغربية المحافظة التي انفضت عن حزبه بعد التطبيع مع إسرائيل، الآن يراهن على الذاكرة الضعيفة ويحاول استقطاب القاعدة الشعبية مرة أخرى، أملًا في العودة للسلطة والضحية هذه المرة طوطو، الذي أعتقد أنه ليس لقمة سهلة. لنرى كيف سيتصرف الغراندي طوطو".
