المقاومة كبدته خسائر ثقيلة.. جرائم الاحتلال تستهدف الأحياء والشهداء في غزة
يطوي العدوان على غزة يومه الـ 107، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثّف على مختلف مناطق القطاع وتصدي المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال المتوغلة بريًا في عدد من المحاور.
وفيما نشرت فصائل المقاومة الفلسطينية مشاهد توثّق استهداف تجمعات وآليات الاحتلال، أقر الجيش الإسرائيلي الأحد بارتفاع عدد قتلاه في المعارك الدائرة بقطاع غزة.
تواصل القصف العنيف
في التفاصيل، فقد شهد قطاع غزة منذ ساعات فجر الأحد قصفًا عنيفًا استهدفت من خلاله قوات الاحتلال الشريط الساحلي الشمالي، ومناطق شمالي قطاع غزة بغارات مكثّفة.
كذلك تعرّضت منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة لقصف مدفعي عنيف، بينما تعرّض حي الزيتون هو الآخر لقصفٍ مكثّف من طرف الطيران الحربي الإسرائيلي.
وأغارت طائرات الاحتلال على سوق اليرموك في مدينة غزة، واستهدف الجيش الإسرائيلي مخيم الشاطئ بالقذائف المدفعية، إلى جانب منطقة القرن شرق جباليا البلد. كما تعرّضت المناطق الشرقية لمخيم جباليا لغارات إسرائيلية عنيفة.
وحتى اليوم الأحد، خلّف العدوان الإسرائيلي 25105 شهيد وأكثر من 62680 مصاب، فيما تسبب بنزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني أي أكثر من 85% من سكان غزة، في ظل دمار هائل في المنازل والبنية التحتية.
مفاجآت المقاومة
ميدانيًا أيضًا، تدور اشتباكات شرسة بين المقاومة وجنود الاحتلال الإسرائيلي في عدد من محاور التوغل البري؛ أبرزها منطقتَي الكتيبة وأنصار غربي مدينة غزة.
كما تدور اشتباكات ضارية في محاور شمال وشرق مخيم البريج وسط القطاع، حيث بثّت فصائل المقاومة الفلسطينية مشاهد توثق دك تحشدات وآليات تابعة للاحتلال هناك.
وتمكن المقاومون من استهداف قوات تابعة لجيش الاحتلال بمدينة خانيونس، وزورق بحري غرب مدينة غزة.
وأعلنت "سرايا القدس" أنها قصفت بعملية مشتركة مع "القسام" موقع "صوفا" العسكري الإسرائيلي بعدد من قذائف "الهاون"، بالإضافة إلى قصف تحشدات لجيش الاحتلال شرق حيي التفاح والدرج في مدينة غزة.
ارتفاع حصيلة قتلى الاحتلال
وقد أعلن الاحتلال الأحد مقتل أحد جنوده وإصابة 3 آخرين أحدهم ضابط في معارك شهدها جنوب قطاع غزة يوم الجمعة.
ونقلت هيئة البث الرسمية عن الجيش الإسرائيلي أنه "سُمح صباح اليوم الأحد بنشر خبر مقتل المساعد في صفوف الاحتياط أوريل أفيعاد سيلفرمان 23 عامًا، من نحاليم"، ويتبع للكتيبة 7421 من لواء كرييتي.
ووفق المصدر نفسه، يرتفع بذلك عدد قتلى جيش الاحتلال منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 531 قتيل.
وفي بيان منفصل، تحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي في 7 أكتوبر الماضي، زاعمًا أنّ جثته لا تزال محتجزة في قطاع غزة.
إسرائيل تنبش قبور الشهداء
إلى ذلك، كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو، أن الاحتلال الإسرائيلي قام بنبش وتدمير عدد كبير من المقابر في قطاع غزة.
فبحسب الشبكة، قام الجيش الإسرائيلي بتدمير ما لا يقل عن 16 مقبرة في غزة، ونشرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي توثق ذلك.
وأوضحت "سي إن إن" أن قوات الاحتلال قامت بعمليات التدمير من خلال الجرافات، وحطّمت شواهد القبور واستخرجت بعض الجثث ضمن العملية البرية في غزة.
وفيما تستمر الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، أشار آدم بولوكس مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الضفة الغربية بحديث مع "العربي"، إلى أن الوضع الإنساني والمعيشي في القطاع مأساوي للغاية، لا سيما في الشمال.
وأكّد بولوكس صعوبة وصول الفرق والعاملين إلى مناطق الشمال بسبب استمرار العدوان والتوغل البري، فيما تزدحم مراكز "الأونروا" جنوبًا باللاجئين الذين يفتقرون لأبسط الخدمات، في ظل نقص حاد بالمساعدات التي تدخل بكميات شحيحة إلى القطاع.
تعنّت نتانياهو
سياسيًا، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو في مقطع فيديو الأحد، أنه يرفض "بشكل قاطع" شروط "حماس" للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين لديها.
وقال نتانياهو: "أرفض بشكل قاطع شروط الاستسلام.. فمقابل إطلاق سراح رهائننا، تطالب حماس بوقف الحرب، وانسحاب قواتنا من غزة.. إذا قبلنا بذلك، فقد سقط جنودنا سدى".
بدورها، طالبت "حماس" بوقف العدوان فورًا على قطاع غزة ووقف الجرائم والإبادة الجماعية الإسرائيلية، والعمل على فتح المعابر وفك الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات.
ورفضت الحركة في وثيقة من 18 صفحة بعنوان "هذه روايتنا... لماذا طوفان الأقصى"، "أي مشاريع دولية وإسرائيلية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال ويكرّس استمراره".
ويأتي موقف نتنياهو وسط انقسامات داخلية متصاعدة في إسرائيل وتزايد الضغط الدولي على حكومته، التي لم تحقّق أيًا من أهدافها في غزة بعد ثلاثة أشهر من العدوان على القطاع الفلسطيني المحاصر.
ويرى جنرالات في جيش الاحتلال أن أفضل طريق لاستعادة المحتجزين هو بالمفاوضات، "وإلا فإن الرهائن قد يقتلون خلال الحرب".