يتفاعل ملف الاتفاق النووي الايراني في ضوء التصريحات الايرانية المتسارعة، في ظل تحذير فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة طهران من تداعيات "خطيرة" لمضيّها قدمًا في تنفيذ تهديدها بفرض قيود على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتحاول إيران الاستماع لعروض الغرب من جديد حول ملفها النووي، بينما يسعى الغرب لتقويم هذا الاتفاق.
وتريد إيران ضمانات ورفع العقوبات المفروضة عليها أولًا، بينما تسعى واشنطن لفرض الالتزام بالاتفاق أولًا، والاوروبيون يريدون الأمن والاقتصاد.
في المقابل، يخشى الاسرائيليون من امتلاك طهران أسلحة دمار شامل، ويسعون للمشاركة في إعادة ضبط مضمون الاتفاق النووي.
"أوروبا حافظت على الاتفاق رغم الصعوبات"
يرى استاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي أن كلًا من ايران والولايات المتحدة تتشبث بموقفها، لافتًا الى أن أوروبا ترى اليوم أن لديها نافذة مهمة من خلال التوسط بين واشنطن وطهران من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي.
ويعتبر ان باريس وبرلين ليستا على خط واحد بملف الاتفاق، والدليل هو اتصال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرئيس الايراني حسن روحاني، فيما لم يقم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بهكذا خطوة
وتحدث عن أهمية الاتصالات الاوروبية الايرانية، لافتًا الى أن أوروبا حافظت على هذا الاتفاق النووي رغم كل الصعوبات، في حين أن الولايات المتحدة خرجت منه مع مجيء الرئيس دونالد ترمب.
"واشنطن تريد العودة الى اتفاق 2015"
ويشير الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مارك فيتزباتريك الى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوضحت موقفها من أن ايران يجب أن تقوم بالخطوة الاولى وأن تعود للالتزام بتعهداتها وفق الاتفاق النووي، معتبرًا ان واشنطن تريد من طهران مناقشة قضايا أخرى بعد استعادة الالتزام بالاتفاق النووي.
وأبدى فيتزباتريك اعتقاده بأن الادارة الأميركية تريد العودة الى الاتفاقية النووية التي وُقعت عام 2015 حالما تعود اليها إيران.
"قبول إيراني للدور الاوروبي"
استاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان يلفت الى أن ايران تريد أن تؤكد للاوروبيين أن هناك قبولًا للعبهم دورًا ايجابيًا في مسألة الاتفاق النووي، وبالتالي فالعودة الى الاتفاق ستكون بمشاركتهم.
ويشرح أن إيران ترى أن الاوروبيين قد يعقدون مسألة العودة الى الاتفاق لأنهم متخوفين على مصالحهم إن اتجهت طهران والولايات المتحدة الى الاتفاق من دون حضور أوروبي مؤثر.
ويؤكد أن الايرانيين يريدون من الاوروبيين أن يحملوا إدارة بايدن للعودة الى الاتفاق بدل استخدام ورقة العقوبات السابقة للضغط على إيران.