الأحد 1 Sep / September 2024

المناخ يعرقل عمليات الإنقاذ.. حصيلة زلزال اليابان تبلغ 62 قتيلًا

المناخ يعرقل عمليات الإنقاذ.. حصيلة زلزال اليابان تبلغ 62 قتيلًا

شارك القصة

زلزال اليابان
تسبب الزلزال بأضرار مادية جسيمة وموجات تسونامي الإثنين على ساحل بحر اليابان - رويترز
تتوقع السلطات اليابانية ارتفاع عدد القتلى مع مواصلة عمليات البحث عن ضحايا في ظل ظروف مناخية سيئة وهزات ارتدادية.

بلغت حصيلة الزلزال الذي ضرب وسط اليابان الإثنين 62 قتيلًا، بينما يواجه عمال الإنقاذ الذين يواصلون البحث عن ناجين الأربعاء ظروفًا مناخية سيئة ومخاوف من انزلاقات للتربة.

وكانت الحصيلة الرسمية السابقة أفادت بمقتل 50 شخصًا على الأقلّ في هذا الزلزال الذي ضرب المقاطعة في الأول من يناير/ كانون الثاني وبلغت شدّته 7,5 درجات وألحق دمارًا واسعًا.

وأفاد مسؤول في مقاطعة إيشيكاوا لوكالة "فرانس برس" طالبًا عدم ذكر اسمه أنّ "الحصيلة بلغت 62 قتيلًا" وأكثر من 300 جريح بينهم 20 إصاباتهم بالغة.

وعانت شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا من الضرر الأكبر جراء الزلزال، اذ أتت النيران على مئات المباني، بينما سوّيت منازل أخرى بالأرض في مدن وبلدات عدة منها واجيما وسوزو، كما أظهرت صور ملتقطة بالاقمار الاصطناعية تم نشرها الأربعاء.

ولا تزال السلطات ترجح حصول ارتفاع إضافي في حصيلة القتلى، مع مواصلة عمليات البحث عن ضحايا أو ناجين في ظل ظروف مناخية سيئة وهزات ارتدادية.

وأكدت السلطات اليابانية أن أكثر من 31800 شخص يقيمون حاليًا في ملاجئ.

وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إن "أكثر من 40 ساعة مرت على الكارثة. لقد تلقينا الكثير من المعلومات عن أشخاص يحتاجون إلى إنقاذهم وأشخاص ينتظرون المساعدة".

تحذير من انزلاقات أرضية

وشرح في أعقاب اجتماع لخلية الطوارئ أن "جهود الانقاذ تقوم بها السلطات المحلية، الشرطة، رجال الاطفاء ووحدات أخرى"، مشيرًا الى زيادة عدد العسكريين وكلاب الإنقاذ الذين تمّ إرسالهم للمشاركة في عمليات البحث.

وتابع: "نطلب منكم أن تبقوا مدركين تمامًا أننا في سباق مع الزمن ونواصل القيام بأقصى ما يمكننا من أجل إنقاذ الناس، واضعين حياتهم أولوية لنا".

واكتسبت سرعة عمليات البحث والإنقاذ أهمية متزايدة بعد تحذير وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من هطول أمطار غزيرة في المنطقة المنكوبة. وحذّرت من وقوع "انزلاقات أرضية حتى مساء الأربعاء".

وفي مدينة سوزو الساحلية، أشار رئيس البلدية ماسوهيرو إيزوميا الى أن كل المنازل تقريبًا تهدمت. ونقلت عنه قناة "تي بي أس" قوله: "نحو90% من المنازل (في المدينة) دُمرت بشكل كامل أو شبه كامل... الوضع كارثي حقًا".

وقالت امرأة في أحد ملاجئ بلدة شيكا لقناة "أساهي" التلفزيونية إنها لم تتمكن من النوم بسبب الهزات الارتدادية، موضحة: "أنا خائفة لأنني لا أعرف متى تقع الهزة المقبلة".

وأشارت شركة الكهرباء المحلية الى أن التيار لا يزال منقطعًا عن قرابة 34 ألف منزل في مقاطعة إيشيكاوا. كما قطعت المياه عن مدن يابانية عدة.

أضرار الطرق تعطل وصول المساعدات

وقالت يوكو أوكودا (30 عامًا) التي لجأت الى مركز إجلاء في بلدة أناميزو: "أنا هنا لأن شرايين الحياة تقطعت. الكهرباء، المياه، الغاز، كل شيء. ومع استمرار الهزات الارتدادية، يمكن لمنزلنا أن ينهار في أي لحظة". وأضافت: "البرد ونقص الغذاء هما أكبر مباعث قلقي حاليًا".

وأفادت السلطات المحلية عن وصول كميات من المواد الغذائية والمؤن الطارئة الى المنطقة، لكنها أشارت الى أن الأضرار التي لحقت بالطرق أدت الى عرقلة عمليات إيصالها للمحتاجين.

زلزال اليابان
وقعت أضرار واسعة في الطرقات ما أدى لعرقلة وصول المساعدات- رويترز

وبعد نحو 24 ساعة من التوقف، أعيد فتح عدد من الطرق السريعة وتشغيل القطارات الفائقة السرعة.

وتعرّض وسط اليابان لـ155 هزة أرضية الإثنين والثلاثاء وفقًا لوكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة جيه إم إيه. وبلغت قوّة أشدها 7,5 درجات بحسب العهد الأميركي للجيوفيزياء، و7,6 وفقًا للهيئة اليابانية للأرصاد الجوية.

كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضًا سكان طوكيو، البعيدة 320 كيلومترًا من نوتو، بأضرار مادّية جسيمة وموجات تسونامي الإثنين على ساحل بحر اليابان، إلا أنها كانت منخفضة نسبيًا ولم يتخط ارتفاعها 1,2 متر.

وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها فوق "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا مرتفعًا.

وتعرضت البلاد في مارس/ آذار 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد "تسونامي"، وأودى بـ18 ألفًا و500 شخص بين قتيل ومفقود.

وأدى الزلزال حينها أيضًا إلى حادثة في محطة فوكوشيما النووية، هي الأسوأ منذ كارثة تشيرنوبيل في العام 1986.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب