تعرّضت اليابان خلال شهر فبراير/ شباط الجاري للعديد من الزلازل، تجاوزت قوة بعضها الـ5 درجات، لكنها لما تسجل أي خسائر بشرية أو مادية تذكر.
يعود ذلك إلى كون البلاد تسخّر طاقة بشرية وتكنولوجية هائلة لتراقب الزلازل في محاولة للتخفيف من وطأتها، فكيف كانت تجربتها معها؟
رصد ومراقبة
تقوم تجربة طوكيو في التصدي للزلزال، والتي سلطت كارثة تركيا وسوريا الضوء عليها، على الرصد من خلال "شبكة رصد ومراقبة الزلازل اليابانية"، حيث تلحظ أي انزلاقات وصدوع نشطة، وتقوم بتحديد أماكن الصفائح الصخرية، وتراقب بيانات تغيّر القشرة اليومية.
يدير هذه الشبكة المعهد الوطني لبحوث علوم الأرض والوقاية من الكوارث، ولها نحو 800 قاعدة في البلاد ونظام شبكة رصد بالأقمار الصناعية.
وبحسب موقع "Nippon"، توجد شبكة مراقبة في قاع البحر مكوّنة من 150 قاعدة للزلازل والتسونامي على طول خندق اليابان.
تنبيه السكان
إلى ذلك، اهتمت اليابان بالخدمات الاحترازية، حيث أطلقت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية خدمة الإنذار المبكر للزلازل عام 2007، لتنبيه السكان باحتمالية وقوع هزة أرضية.
وعام 2015، وزّعت حكومة مدينة طوكيو كتيبًا بعنوان "التأهب للكوارث في طوكيو"، ليعرف الناس كيفية التعامل مع الكوارث المختلفة في حال وقوعها.
#اليابان تُسخّر طاقة بشرية وتكنولوجية هائلة لترقب الزلازل ومحاولة التخفيف من وطأتها.. إليكم تجربة طوكيو وخطتها في مجابهة الكوارث الطبيعية 👇 pic.twitter.com/dcPtWoeRPc
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 24, 2023
بنى تحتية ملائمة
في السياق نفسه، اهتمت اليابان بالبنى التحتية ضمن خطتها في مواجهة الزلازل، حيث أنشأت أبنية مضادة لها مجهزة بتقنيات عدة.
وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن من بين هذه التقنيات أجهزة امتصاص الصدمات، التي تساعد في تقليل الأضرار الناتجة عن الزلزال وتمنع الانهيار.
وكانت اليابان تعرّضت لأحد أفظع الزلازل في العالم؛ من بينها زلزال طوكيو عام 1923 الذي خلّف أكثر من 100 ألف قتيل.
أما زلزال عام 2011، الذي ضرب جزيرة هونشو وتسبّب في موجات تسونامي، فقد أسفر بحسب وكالة "رويترز" عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص.