يعود المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي لطالما شكل علامة بارزة في حياة المغرب الثقافية في نسخته الـ19 ضمن فعالية تستمر لغاية السبت المقبل.
ويتنافس على النجمة الذهبية للمهرجان 14 فيلمًا من 33 بلدًا، ويترأس لجنة التحكيم المخرج الإيطالي باولو سوريتنو الذي سبق له أن نال جائزة أوسكار عام 2013.
وكانت قد بدأت فعاليات المهرجان بتقليد عبور السجادة الحمراء التي سار عليها عدد من ضيوف المهرجان والفنانين.
وتميز حفل افتتاح هذه الدورة بتقديم فقرة خاصة بعنوان في الذاكرة، استحضر فيها المهرجان وجمهوره أرواح عدد من رواد الفن والسينما المغاربة الذين توفوا خلال السنوات الثلاث المنصرمة.
وفضلًا عن العروض، سيكون جمهور المهرجان على موعد مع فقرة اللقاءات المفتوحة التي تستضيف طيفًا واسعًا من الضيوف ليجيبوا عن أسئلة الحضور.
كذلك سيكون بإمكان عشاق السينما إعادة مشاهدة 15 فيلمًا عرض أو توج هذا العام في مهرجانات دولية كبرى، وسيتاح للراغبين أيضًا في الاستفادة من ورش عمل عديدة بغية تعزيز وتطوير مواهبهم.
من جهته، يؤكد المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري أن عودة المهرجان هي تأكيد على أن المغرب عاد للحياة الطبيعية بعد جائحة كوفيد-19، وأن المملكة أصبحت تحتل مكانة الريادة في الخريطة السينمائية الإفريقية والعربية حتى أصبحت تنافس في المهرجانات العالمية.
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
وفي هذا الإطار، أوضح الناقد السينمائي أحمد بوغابة أن الجديد في هذه النسخة من الفعالية هي عودة المهرجان بعدما توقف لمدة عامين بسبب جائحة كوفيد-19، حيث توقفت معظم المهرجانات خلال تلك الفترة، مشيرًا إلى أن المهرجان الدولي للفيلم كان يقوم خلال الجائحة ببعض الورشات حول الكتابة والدعم السينمائي.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن المهرجان احتفظ بنفس فعالياته السابقة للعروض كالبساط الأحمر والتكريم، وعدد الأفلام نفسها.
وتابع بو غابة أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش اختار التركيز فقط على الأفلام الأولى أو الثانية للمخرجين في العالم، ولا يسعى لجذب الأفلام المشهورة أو المعروفة، مشيرًا إلى أن المسابقة الرسمية الأساسية التي تتضمن 14 فيلمًا هي لمخرجين يحققون أول أفلامهم.
ولفت إلى السينما المغربية هي حديثة، ظهرت في أواخر الستينيات، ولم يتميز المغرب بإنتاج الكثير من الأفلام خلال السبعينيات، وبفضل دعم الدولة للأفلام بدأ المغرب بإنتاج الأفلام مطلع الثمانينيات.
وأوضح بوغابة أن الأفلام التي ينتجها المغرب هي أفلام تلفزيونية، مشيرًا إلى أن الـ30 فيلمًا الذي ينتجها المغرب في العام قد نجد فيها فيلمًا أو فيلمين لهم قيمة فنية وإبداعية حقيقية.
وتابع أن جل الأفلام الجديدة في المغرب هي لمخرجين شباب أغلبهم عمل في التلفاز، وانتقل بعد ذلك إلى السينما.
وشدد الناقد السينمائي على ضرورة احترام السينما في المغرب وإنجاز أفلام حقيقية، لأن الأفلام التي أنتجت مؤخرًا كانت كوميدية، بعدما كان المغرب ينتج أفلامًا اجتماعية وسياسية ورمزية.