الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مهرجان بيروت.. ثلاثة أفلام في تكريم الفنانة إيتل عدنان

مهرجان بيروت.. ثلاثة أفلام في تكريم الفنانة إيتل عدنان

شارك القصة

إيتل عدنان
تميزت عدنان في الشعر وكتابة المقال والتأليف المسرحي والرسم والنحت وأصدرت نحو 20 كتابًا بالإنكليزية والفرنسية (غيتي)
خصص مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية جزءًا من برنامجه لتكريم الفنانة والشاعرة اللبنانية الراحلة إيتل عدنان.

كرم مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية في دورته الاستثنائية إيتل عدنان التي توفيت هذا الشهر مخلفة إرثًا كبيرًا من الأعمال الشعرية والأدبية والفلسفية بلغات عدة إضافة إلى رسومات تشكيلية ومنحوتات.

وفي أمسية خاصة، مساء الأربعاء، تم عرض ثلاثة أفلام وثائقية عن حياة عدنان وبعض المقابلات التي أُجريت معها خلال فترات من حياتها.

ومن ضمن هذه المواد المصورة مقابلة تعود إلى عام 1975 مأخوذة من أرشيف تلفزيون لبنان الرسمي تتحدث فيها إيتل للصحافية الفرنسية مونيك سيبيل عن طفولتها وسنواتها التي عاشتها في الولايات المتحدة، حيث زاد عشقها للجبال وبفضلها نقلت تدرجاتها على القماش الأبيض، كما تحدثت عن رسوماتها التي انطلقت في عالمها وهي في سن الخمسين.

"كلمات في المنفى"

وقال روبير الحاج (45 عامًا)، بعد عرض الفيلم في سياق المهرجان الذي يستمر حتى الثامن والعشرين من نوفمبر الحالي، إن أسلوب إيتل عدنان "هادئ وذكي وصادق وشفاف ولامبال بقوانين المجتمع. إيتل عدنان لم تخف من التقلبات التي عاشتها. بل حولتها إلى رواية سردتها خلال المقابلة بعظمة وبساطة في آن. أنا سعيد للغاية أنني حضرت الأمسية وبقيت حتى اللحظة الأخيرة في القاعة".

ومن ثم تم عرض فيلم "كلمات في المنفى – إيتل عدنان" الذي أُنجز عام 2007 ومدته 52 دقيقة وتضمن حوارات أجرتها اليونانية فوفولال سكورا مع الراحلة في العاصمة الفرنسية باريس وجزيرة سكوبيلو اليونانية، وهو يرتكز على مراسلاتها مع الأستاذ الجامعي والمؤرخ اللبناني فواز طرابلسي.

"مدينة وامرأة"

وفي العمل الثالث بالأمسية التكريمية، عرض المهرجان الشريط الوثائقي "مدينة وامرأة" الذي أُنجز عام 2020 للمخرج نيكولا خوري حيث ينطلق المخرج من رسالة كتبتها إيتل عام 1992 إبان انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية ليعالج آثارها الإنسانية التي سيطرت على العاصمة اللبنانية وصولًا إلى الانفجار في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب عام 2020 الذي دمر مساحات شاسعة من العاصمة اللبنانية.

واللافت أن الجمهور تألف في معظمه من شبان وشابات يتعاملون مع الراحلة وكأنها الأم والأخت والمرشدة والثائرة التي تلهمهم على الطرق التي تليق بجنونهم وإبداعهم وقدرتهم على الابتكار.

وقالت جهينة الرامي (35 عامًا): "إيتل – أدعوها باسمها الأول لأنني أتعامل معها وكأنها أمي الروحية وملهمتي – قدمت للإنسانية هدية تقبل الآخر وهدية المحبة.. عندما يقيدنا المجتمع نحتاج إلى يد العون من قبل هكذا شخصيات تتمتع بالجرأة".

"كانت أكبر من الحياة"

وقالت صديقة إيتل ومؤسسة المهرجان أليس مغبغب إن الأمسية لم تتخللها أي كلمات ترحيبية كما جرت العادة لأن "الكلمة كانت لإيتل وحدها لتروي من خلال الأفلام الثلاثة عن حياتها الغنية والصاخبة، هي التي كانت أكبر من الحياة وفي الوقت عينه محبة وشغوفة وذكية بمعنى أنها كانت تحب الجميع ولكنها تخصص للذين ترتاح لهم وتعرف طينتهم جزءًا سريًا من شخصيتها الفائقة الذكاء".

وولدت إيتل في بيروت عام 1925 لأم يونانية وأب سوري ونشأت إبان ازدهار الحركات الفكرية والفنية في المدينة، وفي سن الرابعة عشرة سافرت إلى باريس حيث درست الأدب والفلسفة في جامعة السوربون ثم أكملت دراستها في الولايات المتحدة.

"الست ماري روز"

وعملت عدنان بتدريس الفلسفة في جامعة الدومينيكان بكاليفورنيا وهناك اكتشفت حبها للرسم بتشجيع من الفنانة الأميركية آن أوهانلون وبدأت لاحقًا في دمج اللغة العربية بأعمالها.

وفي عام 1977 نشرت رواية "الست ماري روز" عن الحرب الأهلية اللبنانية وهو العمل الذي حقق نجاحًا كبيرًا استحقت عنه جائزة الصداقة الفرنسية العربية.

كما تميزت في الشعر وكتابة المقال والتأليف المسرحي والرسم والنحت وأصدرت نحو 20 كتابًا بالإنكليزية والفرنسية وساعدتها مواهبها المتعددة وانغماسها الدائم في التجريب وحبها للتنقل وتمكنها من أكثر من لغة في بلوغ العالمية.

وحصلت إيتل على العديد من الجوائز على مدى حياتها منها لقب "فارس" في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية، وتوفيت في باريس في الرابع عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
Close