الناتو مستعد لنشر قوات إضافية.. رئيسة كوسوفو تدعو صربيا لإنهاء العنف
دعت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني اليوم الخميس، صربيا إلى وقف أنشطتها التي تهدف لزعزعة استقرار كوسوفو، حتى يتسنى إنهاء العنف الدائر في شمال البلاد.
وفي تصريح لـ"رويترز"، قالت عثماني على هامش قمة أوروبية في مولدوفا: "الصعوبات تأتي من صربيا، إنها دولة لا تزال بحاجة للتصالح مع ماضيها".
وأضافت: "الوضع متوتر لكن علينا أن نتأكد من استعادة سيادة القانون في كوسوفو وندرك أن التهديد يأتي من إنكار صربيا لوجود كوسوفو كدولة ذات سيادة".
وقالت عثماني إن صربيا تتعمد دعم "الكيانات غير القانونية" في كوسوفو، لزعزعة استقرار البلاد من الداخل. وتابعت: "يجب على الرئيس (الصربي ألكسندر) فوتشيتش الكف عن دعم العصابات الإجرامية إذا ما كان حقًا يسعى للسلام".
وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، ولا تزال صربيا تعتبر كوسوفو جزءًا من أراضيها وتدعم أقلية صربية فيها.
الناتو: لا نستبعد الحل السياسي
بدوره، أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الخميس، استعداد الحلف لنشر مزيد من القوات في كوسوفو لإخماد العنف في شمال البلاد.
وقال للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الحلف في أوسلو: "سيظل الحلف متوخيًا الحذر. سنكون هناك لضمان تهيئة ظروف آمنة وأيضًا لتهدئة وتخفيف التوترات".
وتصاعدت الاضطرابات في شمال كوسوفو منذ أن تولى رؤساء بلديات منحدرون من أصل ألباني السلطة في شمال البلاد ذي الأغلبية الصربية، بعد انتخابات جرت في أبريل/ نيسان، وهي الخطوة التي دفعت الولايات المتحدة وحلفاءها إلى توبيخ بريشتينا.
وقرر الحلف تعزيز مهمته التي يبلغ قوامها 4000 جندي في المنطقة، بإرسال 700 جندي إضافي بعد إصابة 30 من قواته و52 متظاهرًا من الصرب يوم الإثنين.
ووصف ستولتنبرغ العنف ضد قوات الحلف بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن الحلفاء يجهزون المزيد من القوات في حال الحاجة إلى إرسال تعزيزات إضافية.
ولفت أمين عام الحلف إلى أن إرسال قوات إضافية إلى كوسوفو،"لا يعني أن الحلف يستبعد وجود حل سياسي محتمل" للاشتباكات الجارية، وفق "الأناضول".
وقال إن خطوة زيادة عدد القوات "لا تعني أن الناتو يتخلى عن الحل السياسي"، مضيفًا أن الحلف يرسل قوات بهدف "المساعدة في تهدئة التوترات"، وأن وضع كتيبة الناتو على أهبة الاستعداد هو لمواجهة الأمر في "حالة تفاقم الوضع". وأوضح أن القوات الإضافية المقرر إرسالها "ستتمركز في كوسوفو، لضمان بيئة آمنة وتهدئة التوترات".
وحث أمين عام الناتو حكومتي كوسوفو وصربيا على "الانخراط بحسن نية في الحوار الذي يشرف عليه الاتحاد الأوروبي، باعتباره الطريق الوحيد لإحلال السلام".
وتابع: "يتحمل حلف الناتو أيضًا مسؤولية ضمان الاستقرار في كوسوفو. لهذا السبب كنا هناك منذ سنوات عديدة، ونعمل الآن على تعزيز وجودنا في المنطقة".
هل تتجه الأمور نحو التصعيد؟
إلى ذلك، رفض رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي الامتثال لدعوات دولية من بينها ضغط أميركي سحب رؤساء البلديات المنتخبين والشرطة الوطنية من البلديات شمالي البلاد، وفق مراسل "العربي" في بريشتينا.
في المقابل، زار وزير الدفاع الصربي قواته الذين احتشدوا على الحدود وتعهد بعدم بقاء بلاده مكتوفة الأيدي في حال تعرض أي شخص من صرب كوسوفو لأذى أو اعتداء من قبل شرطة كوسوفو.
وما زال رؤساء البلديات داخل مباني البلدية تحميهم قوة تابعة لحلف الناتو من المتظاهرين، حيث تمكنت من فرض سيطرتها على المدخل الرئيسي إلى بلدية زفيتشان حيث تكثر الاحتجاجات، حيث من المحتمل أن تتصاعد التحركات اليوم الخميس.
وفرضت هذه القوة طوقًا أمنيًا من الأسلاك الشائكة حول البلديات، ونشرت المدرعات إلى جانب وحدات مكافحة الشغب.
وقال مراسلنا إن الوضع قد يتصاعد إذا لم يمتثل رئيس الحكومة الكوسوفي لضغوطات واشنطن، من خلال إمكانية إلغاء تدريبات كوسوفو العسكرية حول مدافع أوروبا التي من المفترض أن تجري خلال الشهر الجاري.