أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، اليوم الإثنين، أن الهجوم الروسي الكبير الذي كان يُخشى وقوعه في أوكرانيا قد بدأ بالفعل، وذلك تزامنًا مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ستولتنبرغ عشية انطلاق اجتماع وزراء دفاع الحلف المقرر يومي 14 و15 فبراير/ شباط الجاري، في مقر "الناتو" بالعاصمة البلجيكية بروكسل لبحث دعم عسكري إضافي محتمل لكييف.
وصرّح ستولتنبرغ للصحفيين: "لا نرى على الإطلاق ما يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للسلام.. ما نراه هو أن الرئيس بوتين وروسيا ما زالا يريدان السيطرة على أوكرانيا.. نرى كيف ينقلون مزيدًا من القوات والأسلحة والقدرات".
وانتشرت تقارير إخبارية ورسمية على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، أن الكرملين يخطط لشن هجوم كبير جديد مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
بحث طلب كييف طائرات مقاتلة
في هذا الإطار، تطالب كييف الحلفاء الغربيين بتزويد قواتها بطائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى، من أجل المواجهة واستعادة الأراضي التي خسرتها.
ردًا على هذه المطالب، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أنه يتوقع مناقشة مسألة إمداد أوكرانيا بالطائرات في اجتماع وزراء دفاع الحلف المقرر يوم غد الثلاثاء.
وقال ستولتنبرغ: "هناك الآن نقاش يدور أيضًا حول مسألة الطائرات وأتوقع أن يتم تناول ذلك غدًا في الاجتماع في بروكسل"، موضحًا أن إمداد أوكرانيا بالطائرات في وقت تتعرض فيه الدولة للهجوم من روسيا بحاجة إلى دعم عملي عاجل.
في المقابل، شدّد ستولتنبرغ على أن تزويد دول الحلف لأوكرانيا بالمقاتلات لن يجعل "الناتو" طرفًا في الصراع، لافتًا أيضًا إلى أن "ذلك سيتطلب وقتًا والأولويات على المدى القصير هي الذخائر والأسلحة الموعود بها مع وقود وقطع غيار".
فدول حلف شمال الأطلسي تخشى أن يتسبب إمداد أوكرانيا بمعدات عسكرية ثقيلة في تصعيد وتيرة الصراع، وتحوله إلى حرب مباشرة مع روسيا.
أزمة الذخائر
من جهة ثانية، حذّر ستولتنبرغ من أن القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف التي ينبغي عليها حتمًا زيادة إنتاجها، مضيفًا: "هذا الأمر يعرض صناعاتنا الدفاعية للضغط.. نعم، هذا تحدٍ".
كذلك، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أن الحلف بدأ باتخاذ تدابير في هذا الشأن، متحدثًا عن زيادة القدرات على المدى القصير، عبر العمل خلال عطل نهاية الأسبوع مثلًا، إنما أيضًا على المدى المتوسط عبر الاستثمار في قدرات الإنتاج.
ويشارك وزير الدفاع الأوكراني أوليكسيي ريزنيكوف في اجتماع "الناتو" غدًا، حيث من المقرر أن يتحدث أمام الحلفاء عن حاجات القوات الأوكرانية العسكرية، بحسب ستولتنبرغ.
يتزامن ذلك مع تصاعد المعارك في جبهات الشرق الأوكراني، حيث تشن القوات الروسية حملة عسكرية شرسة على الشرق، في سعي منها لقلب مسار الصراع لصالحها.