تستمر مآسي النكبة في النقب، حيث تقدم سلطات الاحتلال سنويًا على هدم منازل الفلسطينيين وتحاول مصادرة ما تبقى من الأراضي في يد أصحابها.
مدينة بئر السبع، التي كانت رُبطت بسكة القطار العثماني عام 1915 وسقطت في يد الاستعمار البريطاني عام 1917، نجت حجارتها عام 1948، لكن أصحاب الأراضي هُجروا منها.
وبينما يُقدر عدد الأهالي الذين هُجروا من المدينة بـ7000 فلسطيني، لم يتم إقامة الصلاة في المسجد الكبير – أحد أبرز معالمها - منذ النكبة.
المسجد بُني مطلع القرن الماضي بمبادرة من القائمقام آصف بك الدمشقي، لكن جيش الاحتلال قام بتحويله إلى معتقل ثم مركز للشرطة. وعام 2011، اتخذه الاحتلال مقرًا لمحكمة الصلح.
"كسرة بئر السبع"
يشير مؤلف كتاب "بدو النقب وبئر السبع 100 عام من السياسة والنضال" منصور النصاصرة، إلى الروايات الشعبية التي تناولت نكبة جنوب فلسطين باللغة المحلية، حيث قيل إن الأهالي أطلقوا على حدث سقوط المدينة بـ"كسرة بئر السبع".
ويقول في إطلالته عبر "العربي" من بئر السبع: إن نكبة الجنوب كانت نكبة المدينة والقضاء ككل، الذي يشكل بدوره 60% من أراضي فلسطين التاريخية ويضم عشرات القرى التاريخية التي تظهر على الخرائط البريطانية والعثمانية.
وبينما يلفت إلى أن أراضي مدينة بئر السبع تتبع تاريخيًا إلى عشائر العزازنة المهجرين في الأردن وسيناء، يقول إن المدينة لم يبق فيها أحد من سكانها الأصليين العرب الفلسطينيين.
ويردف بأن بيوت البلدة القديمة في بئر السبع شاهدة على إرث معماري تاريخي، وعلى مدينة حضارية مخطط لها وتضم مؤسسات هامة مثل المدرسة الأميرية الرشيدية وبناية السرايا.
مدينة بئر السبع شاهدة على نكبة الفلسطينين وتهجيرهم قبل 75 عاما #75_ولم_ننس #فلسطين pic.twitter.com/VL80UKCZ67
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 15, 2023
إلى ذلك، يذكر النصاصرة أنه تم الزجّ بكل من تبقى في قضاء بئر السبع من أهل النقب العرب الفلسطينيين في منطقة أُطلق عليها منطقة السياج، أي ما معناه منطقة "الغيتو".
ويشير إلى أن غالبية القرى مسلوبة الاعتراف في النقب تقع ضمن حدود الخريطة التي تم رسمها على يد الحاكم العسكري في حينه كمنطقة حكم عسكري صارم جدًا.