النيران لم توفر الحيوانات.. كابوس الحرائق يتواصل في اليونان لليوم التاسع
تواصل فرق الإطفاء اليونانية على قدم وساق، اليوم الخميس مكافحة الحرائق التي تشتعل منذ أسبوعين في البلاد، وأودت بحياة أربعة أشخاص، قبل توقع هبوب رياح عاتية مجددًا ستساهم في اتساع رقعتها.
ومن بين دول المتوسط التي تواجه ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة وحرائق، تتأثر اليونان بشكل خاص ولا سيما جزرها السياحية رودوس وكورفو وإيفيا، ومنذ الأربعاء ثيساليا بوسط شرق البلاد.
وفاة 4 مواطنين في اليونان
وأسفرت جبهة الحرائق الجديدة هذه الواقعة على أطراف المدن عن مقتل شخصين أمس الأربعاء.
وقال مصدر في الشرطة إن رجلًا عثر على جثته في إيفيا الثلاثاء الماضي، كان فقد قبل يومين من اندلاع الحرائق ولم يعد يعتبر ضحية لاندلاعها.
ونعى رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال لقائه الرئيسة كاترينا ساكيلاروبولو، اليوم الخميس، أربعة من المواطنين بينهم طيارا قاذفة ماء لقيا حتفهما الثلاثاء الماضي.
وكانت الجزائر حتى الآن الأكثر تضررًا من الناحية البشرية مع وفاة 34 شخصًا بسبب الحرائق.
وفي السياق، اعتبر وزير الدفاع المدني اليوناني فاسيليس كيكيلياس، أمس الأربعاء أننا "نعيش موسمًا صيفيًا خطيرًا مثل تسعة بلدان متوسطية أخرى" بحيث اندلعت حرائق في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط كالبرتغال الثلاثاء أو كرواتيا الإثنين.
مخاطر "عالية جدًا"
وفي اليونان وضع الدفاع المدني عددًا معينًا من المناطق في سبعة أقاليم في البلاد منها العديد في ثيساليا في خانة "الخطر الشديد باندلاع حرائق". مع وجود مخاطر "عالية جدًا" أيضا في أقاليم أخرى.
وعلى الجبهة الجديدة في ثيساليا وتحديدًا في منطقة فولوس، عمل عناصر الإطفاء والشرطة والمدنيون المتطوعون طوال ليل الأربعاء الخميس في محاولة للتصدي للرياح المتوقع هبوبها على المنطقة، حتى لو أن درجات الحرارة تراجعت الخميس مع تسجيل 36 درجة مئوية بعد أن كانت أكثر من 40 (حتى 46,1 درجة مئوية الأربعاء) في الأيام الأخيرة.
وظلت منطقة فولوس الصناعية مغلقة كإجراء احترازي وجرى إجلاء عدة قرى أو بلدات في الصباح الباكر في محيط هذه المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 140 ألف نسمة عند سفح جبل بيليون.
وعثر على امرأة تعاني من إعاقة جثة داخل منزلها النقال الذي طالته النيران في هذه المنطقة الساحلية فيما قضى مربي ماشية عندما كان يحاول انقاذ قطيعه.
وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن عشرات آلاف المقيمين والسياح اضطروا إلى المغادرة في الأيام الأخيرة في ذروة موسم الصيف من بينهم 20 ألفًا في جزيرة رودوس.
واستمرت الحرائق في الاشتعال في قريتي فاتي وجنادي. من ناحية أخرى فقد سجل حريق كورفو تراجعًا مع استمرار وجود بؤر صغيرة.
النيران لم توفر الحيوانات
وفي السياق، قال مراسل "العربي" معاذ حامد من اليونان، إن السلطات اليونانية تكافح الحرائق منذ 9 أيام في جزيرة رودوس، مبينًا أن ما يساعد على انتشار النيران هو الرياح وارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى احتراق الحيوانات البرية وهي حية، حيث تهرب إلى مناطق خضراء وهذا ما يؤدي إلى اشتعال النيران.
ولفت مراسلنا، إلى أن المختصين يأملون أن تنخفض درحات الحرارة هنا مما يساهم في إخماد الحرائق.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان الأربعاء، إنه تم نشر أكثر من 490 من عناصر الإطفاء وسبع طائرات منذ 18 من الشهر الجاري في اليونان، بعد أن حصلت على دعم آلية الدفاع المدني التابعة للاتحاد الأوروبي، كما تم نشر طائرتين من طراز كندير في تونس.
واندلع حريق جديد صباح الخميس قرب منازل في كيفيسيا في ضاحية أثينا لكنه أخمد سريعًا.
كما اندلع حريق آخر في ايفيا، ثاني أكبر الجزر اليونانية في منطقة كيمي.
ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن فرق الإطفاء قولها إن الحرائق وصلت إلى منطقة مختلطة من المزارع والغابات بالقرب من المدينة لكنها لا تهدد أي منازل.
وتفيد السلطات اليونانية أن حوالى 600 حريق اندلع في أرجاء البلاد منذ 13 يوليو/ تموز الجاري أخمدت بغالبيتها.