بعدما حظيت بترحيب دولي ومحلي من جميع الأطراف بما فيهم جماعة الحوثي، شهدت الساعات الأولى من الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة وحددتها لمدة شهرين قابلة للتمديد، سلسلة خروقات.
إذ اتهم الجيش اليمني، في وقت متأخر من مساء السبت، جماعة الحوثي، بخرق الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، لمدة شهرين.
جاء ذلك في بيان صادر عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة، على حسابها بتويتر، وآخر عن المركز الإعلامي للقوات المشتركة في الساحل الغربي (تابع للجيش)، فيما لم يصدر تعقيب فوري من الحوثيين حول الاتهامات.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة: إن "قوات الجيش صدت هجومًا للمليشيات الحوثية الإرهابية على مواقع عسكرية بمحافظة تعز (جنوب غربي البلاد)"، دون تفاصيل إضافية.
#تعز قوات الجيش تصد هجوماً للمليشيات الحوثية الإرهابية على مواقع عسكرية شرق مدينة تعز.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) April 2, 2022
وذكرت القوات المشتركة اليمنية في الساحل الغربي لليمن، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، أن "الحوثيين ارتكبوا أكثر من 40 خرقًا للهدنة في محوري البرح غرب محافظة تعز وحيس جنوب محافظة الحديدة".
وأشارت إلى أن "خروقات الحوثيين للهدنة في الساعات الأولى شملت 4 بالطيران المسير و3 بقذائف الهاون و36 بالأسلحة الرشاشة بمختلف أنواعها".
في المقابل، لم يصدر تعقيب فوري من قبل جماعة الحوثي حول ما أفاد به الجيش اليمني.
هدنة إنسانية لمدة شهرين
ومساء السبت، بدأ سريان هدنة إنسانية في اليمن لمدة شهرين برعاية الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، في بيان، مساء السبت: "بدأت الهدنة التي تستمر شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم (16:00 ت.غ) بدءًا من الليلة تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية برًا وجوًا وبحرًا".
وأكد غروندبرغ أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة، بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة.
وتشمل بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع، وفق البيان.
وحظي إعلان الهدنة في اليمن بترحيب من قبل الحكومة وجماعة الحوثي، إضافة إلى ترحيب دولي وأممي وعربي واسع.
وتزامن الإعلان عن الهدنة مع نقاشات حول النزاع المدمّر في اليمن تستضيفها السعودية التي تقود تحالفًا عسكريًا.
إذ رفض الحوثيون المحادثات التي بدأت في الرياض الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي وتستمر أسبوعًا.
ولطالما طالب الحوثيون التحالف السعودي الإماراتي برفع الحصار الجوي والبحري المفروض منذ 2016 قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن 126 مليار دولار، وبات معظم السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.