اكتسب حفل زفاف سليل عائلة أمباني الثرية الهندية إيحاءات سياسية، مع رفع صور رئيس الوزراء ناريندرا مودي على الطريق المؤدي إلى الحفل.
ويحتل الزفاف مساحة في الأخبار، بسبب احتفالاته الفخمة وقائمة مدعويه التي تضم كبار الشخصيات، حيث سيتم إيقاف حركة المرور في جزء رئيسي من المدينة على مدى أربعة أيام من الاحتفالات، بحضور مشاهير ونخبة من رجال الأعمال والسياسيين.
ويقام حفل زفاف أنانت أمباني (29 عامًا)، الابن الأصغر لموكيش أمباني، أغنى شخص في آسيا، على صديقته راديكا ميرشانت (29 عامًا) اليوم الجمعة ويستمر لمدة أربعة أيام تليها حفلات استقبال لثلاثة أيام.
واللافتات، التي علّق حزب مودي الحاكم العشرات منها على طول الطريق المؤدي إلى مركز جيو العالمي للمؤتمرات، التابع لشركة ريلاينس إنداستريز المملوكة لأمباني، مكتوب عليها: "ترحيب حار برئيس وزراء الهند المحبوب، والمحترم ناريندرا مودي في مومباي".
"محسوبية"
ويقول منتقدو أمباني: إن شركته نجحت بشكل رئيسي، بفضل الارتباطات السياسية خلال الحكومات المتعاقبة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ومن ثم تحت حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بعد عام 2014. إذ يعتبر نقادها أن "المحسوبية" في الهند ساعدت بعض الشركات، مثل شركة أمباني، على الازدهار.
ووجه زعماء المعارضة الهندية انتقادات كثيرة لمودي بأنه مقرب للغاية من رجال أعمال أثرياء جدًا مثل أمباني، وهي مزاعم نفاها رئيس الوزراء وحكومته، فيما أثارت ملايين الدولارات، التي أنفقها أمباني على الاحتفالات المستمرة منذ أشهر وقدم خلالها نجما البوب ريانا وجاستن بيبر عروضًا في مناسبات سبقت الزفاف، جدلًا في بلد يتزايد فيه التفاوت في المداخيل.
ورغم أن بعض المؤيدين قالوا إن هذه الفعاليات تعزز الاقتصاد وتساعد في خلق فرص عمل لكثير من المواطنين، وصف آخرون مثل السياسي المعارض توماس إسحق حجم الإنفاق بأنه "فاحش".
وقال في منشور على منصة إكس: "من الناحية القانونية، ربما تكون أموالهم، لكن مثل هذا الإنفاق ببذخ يعد خطيئة في حق بلدنا والفقراء".
مودي والزفاف
ورغم التوقعات بحضور نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، وبطل الملاكمة السابق للوزن الثقيل مايك تايسون، ورئيسي الوزراء البريطانيين السابقين توني بلير وبوريس جونسون، لم يكن اسم مودي على قائمة المدعوين التي شاركها المنظمون.
وقال مانوج شيندي، المسؤول من شرطة المرور، في منطقة مجمع باندرا كورلا، حيث مكان الحفل: إن مودي يزور منطقة مومباي لافتتاح "مشروع" وقد يحضر الحفل لفترة وجيزة.
يذكر أن موكيش أمباني، البالغ من العمر 66 عامًا، هو حاليًا التاسع في قائمة أغنى الأشخاص في العالم بثروة تقدر بـ 116 مليار دولار، وفقًا لمجلة فوربس. كما أنه أغنى شخص في آسيا.
أما شركة "ريليانس إندستريز" التابعة له فهي مجموعة كبيرة جدًا، وتشير تقاريرها إلى جني أكثر من 100 مليار دولار في الإيرادات السنوية، وتستحوذ على عدة قطاعات تشمل البتروكيماويات، والنفط والغاز، والاتصالات.
