قبل ساعات من انتهاء مفاعليها، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي اليوم الخميس، على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين، حسبما أعلن مبعوث الأمم المتحدة للبلد الغارق في الحرب هانس غروندبرغ في بيان.
وكان مراسل "العربي" قد أفاد أمس الأربعاء، بأن هناك أنباء تؤكد التمديد لمدة شهرين للهدنة الأممية، وذلك بعد موافقة طرفي النزاع في اليمن، على أن يتم فتح معابر مدينة تعز بشكل جزئي.
وقال غروندبرغ، الذي خاض خلال الأيام الماضية محادثات مكثفة مع أطراف النزاع لدفعهم نحو تمديد الهدنة: "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي على اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية"، أي بنهاية اليوم الخميس.
"شروط أطراف النزاع لتمديد الهدنة"
وبينما أعلن الحوثيون والحكومة عدم ممانعتهم التمديد، إلا أنهم وضعوا شروطًا لذلك. وتريد السلطة من الحوثيين رفع حصارهم عن تعز جنوبي غرب البلاد كما نصت الهدنة، فيما تطالب الجماعة بأن تدفع الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.
ويتهم الحوثيون المدعومون من إيران الرياض بفرض "حصار" على اليمن خصوصًا عبر إغلاق المطار أمام الرحلات الجارية منذ 2016، في حين يقول السعوديون إنهم يريدون منع تهريب الأسلحة إلى الجماعة.
وشدّد غروندبرغ في بيانه أنه "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، ولا سيما في ما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله".
وتابع: "سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملة، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالًا ونساء".
"الهدنة الأممية"
ومنذ عام 2014، يدور النزاع في اليمن بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي. وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.
وفي 2 من أبريل/ نيسان الماضي، دخلت الهدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة على أن تنتهي مفاعيلها الخميس.
وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية مع الحوثيين اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، كما أن الاتفاق لم يطبق بالكامل وخصوصًا ما يتعلق برفع حصار الجماعة لمدينة تعز جنوب غرب اليمن، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع الثلاثاء إلى تمديد الهدنة، قائلة: "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى او الجرحى في اليمن بأكثر من 50%، ونظرًا للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.
ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.