في سيناريو مكرر مع كل عملية انتخاب لأعضاء المجلس البلدي، لم تستطع المرأة الكويتية أن تفوز بأي مقعد ولم تدخل حتى في قائمة المتنافسين في هذا الاستحقاق الانتخابي.
ويطرح هذا الأمر عدة تساؤلات حول خيارات الناخب الكويتي من جهة وحصيلة أداء المرأة الكويتية في المجالس المنتخبة من جهة أخرى.
كما يندرج اعتماد مجلس الوزراء الكويتي تعيين 4 نساء في المجلس البلدي لهذه الدورة والذي يعد هيئة منتخبة بصلاحيات محدودة جدًا، في سياق سياسة تمكين المرأة من الوصول إلى مراكز صناعة القرار في الكويت محليًا ومركزيًا.
التعيين.. البوابة الوحيدة للمرأة إلى مؤسسات الدولة
ويتكون المجلس البلدي في الكويت من 16 عضوًا ينتخب منهم 10 فقط، بينما يعين الـ 6 الآخرون من قبل الحكومة التي اختارت 4 نساء ضمن تشكيلة المجلس البلدي الجديد.
فبالرغم من حصول المرأة الكويتية على حقوقها الانتخابية منذ عام 2005، إلا أنها لم تثبت بعد تموقعها الدائم داخل مؤسسات الدولة من خلال صناديق الاقتراع.
كما لم يكن دخول المرأة المجلس البلدي من بوابة التعيين لا من بوابة الانتخاب نقطة الانتقاد الوحيدة، فمحدودية صلاحيات المجلس وفق تعديل قانوني عام 2016 حوّل المجلس إلى شبه استشاري يمكن للحكومة نقد بعض قراراته.
وقد قلّص هذا الأمر من أهمية الانتخابات التي لا تبدو طريقًا معبدًا لعضوية مجلس الأمة كتقليد متداول في بقية الأنظمة الديمقراطية التي يراها الطامحون لخوض الانتخابات التشريعية، محطةً لحملات مبكرة وخلق شعبية.
وبعيدًا عن الحسابات السياسية والانتخابية والفصل بين السلطات، فإن للمجلس البلدي تحديات أخرى أبرزها في تحقيق تنمية محلية وإنجازات في مجالات التهيئة العمرانية والبيئية والصحية وتنظيم المباني، إلا أن ذلك يحتاج إلى عمل متكامل مع السلطتين التنفيذية والتشريعية.
المكون النسائي في #الكويت يعجز عن الدخول إلى المجلس البلدي عبر بوابة الانتخابات#خليج_العرب pic.twitter.com/PdEc9JeYkI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 25, 2022
العراقيل أمام المرأة الكويتية
وعن غياب اهتمام المرأة بالعمل البلدي تقول أشواق المضف العضوة السابقة في المجلس البلدي الكويتي إنّ الشخص الذي يصل عن طريق الانتخابات يصل لأسباب أغلبها سياسية أو عاطفية وليس بناءً على المهنية رغم أن المجلس يعتبر مهنيًا بحت، وبالتالي "المرأة لا تترشح لأن ليس لديها سند أو حزب داعم أو جماعة".
كما ترى المضف أن "المرأة في الكويت لا تصوت للمرأة والصناديق خير دليل على ذلك.. فلذلك العزوف أمرًا طبيعيًا".
وعن تعيين الحكومة 4 نساء في المجلس البلدي، عبّرت العضوة السابقة في المجلس البلدي عن فرحتها بهذه الخطوة، رغم سحب بعض الصلاحيات من المجلس البلدي وذلك بعد استياء من عدم تمثيل المرأة في المجلس السابق سوى بعضوة واحدة رغم أن 70% من خريجي الهندسة هم نساء في حين أن عمل المجلس فني بامتياز.
دخول "حديث" للمعترك السياسي
أما خالد العتيبي رئيس الجماعة التنموية فيعتقد أن دخول المرأة في العمل السياسي هو دخول حديث مقارنة بالدول العالمية، في حين أن الكويت متفوقة في هذا الصدد على جميع دول المنطقة المجاورة في ما يخص دعم المرأة.
وعن اختيار النساء الـ 4 ضمن نوع من "الكوتا" النسائية يقول الناشط في العمل البلدي إنّ التعيين أتى بناءً على التخصص "وإذا كان الموضوع فيه كوتا فهذا أمر غير معلن ولكن وفق وجهة نظري الخاصة أرى أن القيادة السياسية دائمًا ما تدعم المرأة وهي من أعطتها الحق في دخول المعترك السياسي".
في المقابل، يردف العتيبي أن هذه التجربة تحتاج إلى "نضج أكثر وحان الوقت أن يحصل أعضاء المجلس البلدي على فرصهم.