تُستكمل في القاهرة اليوم الإثنين، مفاوضات الهدنة في قطاع غزة في يومها الثاني بمشاركة مصر والولايات المتحدة وقطر وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان الذي يوافق في 11 مارس/ آذار الحالي، حيث أكدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، وجود حاجة ماسة إلى وقف عاجل لإطلاق النار في قطاع غزة بسبب المعاناة الكبيرة للسكان.
يأتي ذلك، بينما يسعى الوسطاء حاليًا لتقليل مساحات الخلاف بين "حماس" وإسرائيل حول تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وهوية المعتقلين من الجانبين المزمع الإفراج عنهم.
وفي هذا الإطار، نقلت قناة "القاهرة" الإخبارية الخاصة بمصر، عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه، قوله: "انتهاء اليوم الأول من المباحثات بالقاهرة بمشاركة مصر والولايات المتحدة وحركة حماس وقطر ومن المنتظر استئنافها باكرًا الإثنين"، دون تفاصيل أكثر ودون ذكر سبب عدم مشاركة إسرائيل.
من جهتها، نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ تل أبيب تشترط للحضور الحصول على قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة، للمضي قدمًا في الصفقة.
انتقادات أميركية حادة لإسرائيل
تُواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطًا لكبح جماح حليفتها الوثيقة التي تشن حربًا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي هذا الإطار، قالت نائبة الرئيس الأميركي إنّ إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتخفيف "الكارثة إنسانية" في غزة، بينما حثّت "حماس" على قبول اتفاق للإفراج عن المحتجزين من شأنه تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع والسماح بتدفق مزيد من المساعدات.
وفي كلمة خلال زيارة لمدينة سيلما بولاية ألاباما، وجّهت هاريس معظم تعليقاتها إلى إسرائيل فيما بدا أنّها أكثر التعليقات حدة حتى الآن على لسان كبار القادة في الإدارة الأميركية ممن دعوا إسرائيل إلى تخفيف الأوضاع في غزة.
وقالت هاريس: "يتضوّر الناس جوعًا في غزة، والظروف غير إنسانية، ولا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفّق المساعدات بشكل كبير"، مؤكدة أنّ "لا أعذار".
وأكدت أنّه يتعيّن على إسرائيل أن تفتح معابر حدودية جديدة، وليس فرض "قيود غير ضرورية" على توصيل المساعدات وحماية العاملين في المجال الإنساني وقوافل المساعدات الإنسانية من أن تصبح أهدافًا والعمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام كي يتسنى وصول المزيد من الغذاء والماء والوقود للمحتاجين".
وقالت إن "كثيرًا من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا، والذين كانوا يبحثون عن مساعدات في غزة قُوبلوا بالأعيرة النارية وبالفوضى".
وتحدثت عن وجود اتفاق على الطاولة، قائلة إنّ حركة "حماس" بحاجة للموافقة عليه، وإن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع سيسمح بالإفراج عن الرهائن وإدخال كمية كبيرة من المساعدات إلى غزة.
وأكدت أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية العمل على إعادة الخدمات الأساسية وإعادة النظام في غزة.
ومن المقرر أن تجتمع هاريس مع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الذي يبدأ اليوم الإثنين، زيارة إلى واشنطن للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ومناقشة "وقف مؤقت لإطلاق النار" و"الحاجة إلى زيادة كبيرة" في المساعدات الإنسانية لغزة.