منح الكنيست الإسرائيلي الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت الثقة بأغلبية 60 صوتًا ومعارضة 59 نائبًا؛ ما ينهي سيطرة دامت 12 سنة لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.
وشهدت الجلسة أثناء كلمة بينيت ضجّة وصيحات وشتائم من نواب الليكود وحزب الصهيونية الدينية، كما طردت رئاسة الجلسة أحد أعضاء حزب الصهيونية الدينية لإثارة الاضطراب خلال كلمة بينيت.
وأكد بينيت في كلمته أنّ نهج الاستيطان سيستمرّ في عهده، مشيرًا إلى أنّ "حكومتنا ستدعم الاستيطان في كل مكان، حتى في تلك المناطق المصنفة ضمن المنطقة ج". وأضاف: "هذه سياستنا ولن نتنازل عنها".
وقال بينيت: "نأمل في سلام وهدوء مع حماس، لكننا لن نتهاون في مجابهتها بالسلاح وتوجيه ضربات إليها، كما نولي أهمية قصوى لإعادة مفقودينا لدى حماس".
أما رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، فأعلن انتقاله إلى صفوف المعارضة، قائلًا: "أسقطنا معادلة الأرض مقابل السلام"، ناسبًا ذلك للتطبيع.
وأضاف: "لقد دافعنا عن دولة إسرائيل كما لم تفعل أيّ حكومة من قبل، واستطعنا تحقيق السلام والتطبيع مع 4 دول عربية من دون أن نضطر للتنازل عن شبر واحد من أرض إسرائيل، وكنّا مستعدّين لمواجهة كلّ الأخطار في سبيل الحفاظ على أمن إسرائيل".
وبعد هذه النتائج، سيتولى بينيت الحكم لمدة سنتين، قبل أن يصبح زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لابيد رئيسًا للحكومة عام 2023.
ويريد حزب الليكود عقب هذه النتائج، أن يطوي صفحة حكم نتنياهو، الذي كان سببًا في خسارة الحزب لرئاسة الحكومة؛ فقد ترأس حزب الليكود الحكومة في إسرائيل مدة 32 عامًا خلال الـ44 سنة الماضية.
رد الفعل الأميركي
وفي أول رد فعل أميركي على انتخاب بينيت، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، وقال: "باسم الشعب الأميركي، أهنئ رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد وجميع أعضاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة".
وأكد أنه "يتطلع إلى العمل" مع بينيت "لتعزيز كل أوجه العلاقة الطويلة والوثيقة بين بلدينا".
وأضاف الرئيس الأميركي: "ليس لدى اسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة. إن العلاقات بين شعبينا هي الدليل على القيم التي نتقاسمها وعلى عقود من التعاون الوثيق".
إزاحة نتنياهو
في هذا السياق، يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا محمود يزبك أن حكم نتنياهو لإسرائيل لمدة 12 سنة وضع معادلات يصعب تغييرها سريعًا.
ويوضح يزبك، في حديث إلى "العربي" من حيفا، أن بينيت أكثر تشددًا في موضوع ما يُسمى بـ"أرض إسرائيل الكبرى"؛ وبالتالي فإن الاستيطان هو جزء من أيديولوجيته واستراتيجيته الأساسية على كل الأراضي الفلسطينية.
ويتوقع يزبك بأن لا تعيش هذه الحكومة أكثر من عام واحد، بسبب الضغوط الكبيرة عليها من داخل إسرائيل، إضافة للتحديات التي ستواجهه في الأيام المقبلة.
ويضيف: أولى التحديات ستكون في "مسيرة الأعلام" التي ينوي الإسرائيليون القيام بها في مدينة القدس المحتلة، وطريقة تعامل شرطة الاحتلال معها في حال مرّت في الأحياء الإسلامية.
ويشير إلى أن الاختبار الثاني أمام الحكومة الجديدة هو العمليات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية وكيفية تعاملها مع الفلسطينيين.
ويؤكد يزبك أن الهدف الأساسي من هذه الحكومة هو إزاحة نتنياهو من الحكم، وهذا هو سبب رؤية التناقضات الكبيرة داخل الائتلاف الحكومي.
وفي موضوع المفاوضات النووية في فيينا بين إيران وأميركا، يرى يزبك أن بينيت لا يمتلك قوة الضغط في أميركا بالطريقة نفسها التي كان يمتلكها نتنياهو.
ويضيف: بالنسبة إلى بايدن، يمكن النظر إلى التعامل مع بينيت بطريقة أسهل من التعامل مع سلفه نتنياهو.