الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

انتهاكات إسرائيلية مستمرة.. ما هي حدود الردّ الفلسطيني العربي؟

انتهاكات إسرائيلية مستمرة.. ما هي حدود الردّ الفلسطيني العربي؟

شارك القصة

ناقش "للخبر بقية" حدود الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين في ظل الانتقادات العربية والدولية (الصورة: رويترز)
ما هي حدود الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين في ظل الانتقادات العربية والدولية، وما هو المسار الفلسطيني العربي لردع الاحتلال؟

في ظل استمرار تصعيدها الميداني منذ بداية العام الحالي، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الشاب حمدي شاكر أبو دية عند مدخل النبي يونس شمالي حلحول في مدينة الخليل، ما أدى إلى استشهاده.

وباستشهاد أبو دية ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بداية السنة إلى 15 شهيدًا، لتُضاف هذه الأرقام إلى قائمة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية، في ظل حكومة يمينية لا تُخفي مواقفها المتطرّفة تجاه الفلسطينيين.

إجراءات عقابية

وكان التصعيد الذي لم يتوقّف عند الميدان، وطال السلطة الفلسطينية المثقلة بإجراءات الاحتلال العقابية، محور نقاش قمة ثلاثية مصرية- أردنية- فلسطينية دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، لبحث تحديات القضية الفلسطينية.

وفي مستهل القمة، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مواجهة برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة وممارساتها ووقف أعمالها الأحادية الجانب، سيكون على رأس الأولويات، مثمّنًا الدعم المصري والأردني في هذا الإطار.

وعُزّزت جرعة الدعم الثلاثية للسلطة بدعم دولي إضافي، إذ أعربت أكثر من 90 دولة، بينها فرنسا وألمانيا واليابان، عن قلقها العميق إزاء الإجراءات العقابية التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مطالبة بوقفها فورًا.

أما الموقف الأميركي الداعم بطبيعته لإسرائيل، فلا يزال ضبابيًا في ظل عدم تحديد إدارة الرئيس جو بايدن لكيفية التعامل مع حكومة اليمين المتطرّف حتى الآن.

وقد يكون قرار وفد الشيوخ الأميركي الذي يزور إسرائيل بمقاطعة وزراء اليمين، وتحديدًا إيتمار بن غفير وسموتريتش، أول إرهاصات الموقف الأميركي المؤجل، لا سيما أنها المرة الأولى التي يرفض فيها مسؤولون أميركيون لقاء ممثلين عن حزبين شريكين في حكومة إسرائيلية.

تصعيد إسرائيلي لا يتوقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة - غيتي
تصعيد إسرائيلي لا يتوقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة - غيتي

إسرائيل في أزمة كبيرة

وتعليقًا على تلك التطورات، يرى هاني المصري، مدير مركز "مسارات" لأبحاث السياسات، أن الإجراءات العقابية الإسرائيلية هي سياسة ثابتة تمارسها الحكومات الإسرائيلية، وتجسيد لمشروع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه ووجوده.

ويقول المصري، في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إن الجديد هو أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية تطرح برنامجًا أكثر تطرفًا قائمًا على التهجير والضمّ والتهويد.

ويشير إلى أن هذه الحكومة أيضًا تعمل حتى على تغيير النظام والدولة في إسرائيل من خلال إقرار قانون التغلّب الذي يجعل الكنيست أعلى من المحكمة العليا.

ويرى كذلك أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تسير في مرحلة جديدة نوعية نحو المزيد من التطرّف والعدوان تجاه الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لذلك طالبت المعارضة الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى بالعصيان والتمرّد والتظاهر ضد حكومة نتنياهو.

ويعتبر أن إسرائيل في أزمة كبيرة يجب أن تترافق مع موقف فلسطيني وعربي ودولي، وحتى من الداخل الإسرائيلي، لتحديد مستوى الخطر ومنع تمرير برنامج الحكومة الإسرائيلية.

خلل في اتفاقيات السلام العربية- الإسرائيلية

من جهته، يوضح الدكتور محمد القطاطشة، النائب السابق في البرلمان الأردني وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، أن مشروع الحركة الصهيونية الحالية متطوّر من ناحية إلغاء حلّ الدولتين، بحيث يُعتبر تكراره من الجانب العربي مجرد "عبث سياسي".

ويقول القطاطشي، في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إن السلطة الفلسطينية لديها قناعة واضحة بأنها قبلت بالاستيطان والقتل اليومي وسكتت عنه، مشيرًا إلى أن سلطة الاحتلال تقوم بقتل الفلسطينيين بختم السلطة.

ويضيف: "أننا نشهد حالة غريبة من الصراع العربي- الإسرائيلي أو الصراع الفلسطيني- العربي"، معتبرًا أن حكومة نتنياهو لن تأبه بالقمم العربية أو الدولية التي تتناول القضية الفلسطينية نظرًا لأن المنهجية العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية هي مجرد أقوال لا أفعال.

ويؤكد أن الدول الثلاث المجتمعة في القاهرة وقّعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل وتركت حلّ قضية القدس إلى المرحلة الأخيرة، وهو دليل على الخلل في اتفاق أوسلو، واتفاق وادي عربة واتفاقية كامب ديفيد.

"حل الدولتين" لم يعد قابلًا للحياة

من جهته، يشرح جيم موران، العضو السابق في الكونغرس الأميركي، أنّ موقف الإدارة الأميركية تجاه ما يحصل في فلسطين سيتّسم بالمرونة والتمسّك بحل الدولتين، على الرغم من أن الكثير من الجهات لم تعد تؤمن بأن حلّ الدولتين "قابل للحياة".

ويقول موران، في حديث إلى "العربي"، من شمال فرجينيا، إنه مع مرور أسبوعين أو ثلاث على تولي حكومة نتنياهو للحكم "لا يُمكن أن تكون الأمور مستدامة".

ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد قضاءً مستقلًا، أو الالتزام بحقوق الإنسان للجميع، أو ديمقراطية شاملة للجميع.

ويعتبر أن تصرّف الوفد الأميركي الذي يزور إسرائيل "صحيح لناحية عدم التعامل مع المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية".

ويخلص إلى أن "الشعب الإسرائيلي يجب أن يجد المخرج من هذه الحكومة، وعليه أن لا يقبل بها لأنها لا تمثّله أو تعكس القيم الديمقراطية"، حسب قوله.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة