لطالما كان انتهاك الخصوصية على منصات التواصل الاجتماعي موضع جدل وبحث من قبل المختصين والحقوقيين، إلا أن انتهاك الخصوصية أخذ مؤخرًا وجهًا آخر قد يتعرض له كل فرد منا دون علمه.
وصار بعض الأفراد - ومنهم مؤثرون - يصورون مواقف أو سلوكيات لأشخاص عاديين في الأماكن العامة، وينشرونها على المنصات الاجتماعية لجمع مزيد من الإعجاب والمتابعين والتربح منها أيضًا.
وقد تكون بعض المواقف عاطفية بين شخصين أو لحظات انفعال أو نقاش حاد أو موقف مضحك أو حركة معينة، أو أي سلوك فيه تفصيل معين قد يجتذب الناس.. كل ذلك بات ينشر على المنصات دون رقيب يحاسب.
وفي أحيان أخرى، يتعمد بعض صنّاع المحتوى تقديم هدية لأشخاص لا يعرفونهم أو يبادرون بسلوك حسن تجاههم، ويصورون ردة فعلهم ويقومون بنشرها دون علمهم ومن دون موافقتهم.
ويضع ذلك الناس العاديين وسياسات ولوائح النشر في منصات التواصل الاجتماعي أمام تحد جديد في سياسة انتهاك الخصوصية.
"انتهاك الخصوصية"
وفي هذا الإطار، يوضح خبير مواقع التواصل الاجتماعي حسن يونس أن انتهاك الخصوصية موضوع شائك جدًا ومثير للجدل، لا سيما وأن القوانين تتطور مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، ومع تطور انتهاك الخصوصيات وحقوق الملكية الفكرية.
ويشير في حديث لـ"العربي" من العاصمة العراقية بغداد، إلى "فضول" لدى الناس لانتهاك الخصوصية، لا سيما مع موجة مستخدمي "تيك توك" والإنستغرام وسناب شات وغيرها، كما يتوقف عند من لديهم "جوع" للشهرة، والساعين للظهور بأي ثمن حتى لو كان على حساب مشاعر الآخرين، وفق تعبيره.
فضيحة انتهاك الخصوصية ما تزال أصداؤها تلاحق الموقع الأزرق.. حملة "احذف فيسبوك" تلاقي الدعم من فنّانين ورواد أعمال مشاهير بالتزامن مع ظهور منصّات اجتماعية بديلة. pic.twitter.com/ZVlHCmYhay
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 15, 2018
وفيما يوضح أن بإمكان الشخص الذي تم انتهاك خصوصيته التوجه إلى القانون الذي يقف إلى جانب من وقع عليه الضرر، يرى أن احتمال إزالة المحتوى المتعلق به قليل جدًا، لا سيما وأن المنصات تريد أن تقوم ببعض التحقيقات وتتأكد من نوايا المؤثر الذي قام بنشر المحتوى.
ويخلص خبير مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الحل الوحيد يقع على عاتق المؤثر الاجتماعي، مشددًا على وجوب أن يتصرف بطريقة أخلاقية قبل القانونية.