السبت 29 يونيو / يونيو 2024

انتهاك "بدم بارد" للدستور.. الراعي يعلق على الفشل بانتخاب رئيس للبنان

انتهاك "بدم بارد" للدستور.. الراعي يعلق على الفشل بانتخاب رئيس للبنان

Changed

نافذة سابقة تواكب لحظة نهاية الاقتراع في جلسة انتخاب الرئيس الأخيرة في لبنان (الصورة: غيتي)
أثار فشل مجلس النواب اللبناني بانتخاب رئيس جمهورية مجددًا غضبًا واسعًا لدى المرجعيات الروحية في البلاد، ومنها البطريرك بشارة الراعي الذي وصف الأمر بالمهزلة.

قال البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي، اليوم الأحد، إن فشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية، يوم الأربعاء الماضي، هو انتهاك "بدم بارد" للدستور والنظام الديمقراطي، محذرًا من انقسامات تعمقت في البلاد.

والأربعاء، فشل مجلس النواب اللبناني بعد عقده 12 جلسة منذ سبتمبر/ أيلول في انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفًا لميشال عون، ليبقى المقعد شاغرًا بانتظار التوافق على شخصية تشغل هذا المنصب.

وأدلى البطريرك بشارة بطرس الراعي بتلك التصريحات، خلال أول عظة أحد، بعد الجلسة النيابية التي وصفها بالمهزلة، وقال: "كيف نستطيع مع شعبنا، أن نقبل بمهزلة ما جرى في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء الماضي، بعد ثمانية أشهر من الفراغ والانتظار، حيث انتُهك الدستور والنظام الديمقراطي بدم بارد". وحث كل مسؤول على "الاعتراف بخطئه وتصحيحه".

ويحتاج البرلمان إلى أصوات 86 عضوًا لانتخاب رئيس جديد، في الدورة الأولى، أو 65 صوتًا في الدورة الثانية، إن حضرها 86 نائبًا، ومن دونها سيبقى الفراغ قائمًا، وهو ما تكرر عدة مرات في تاريخ لبنان منذ تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي.

"جرح الانقسام"

وظهرت الانتماءات الطائفية جلية في أزمة اختيار البرلمان للرئيس، إذ دعمت الأحزاب المسيحية الأساسية ("التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب") جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط بصندوق النقد الدولي ووزير المالية السابق بينما عارضه حزب الله وحركة أمل. 

وقال الراعي إن "جرح الانقسام" يتوسع في وقت يحتاج فيه لبنان للوحدة، حيث تعاني البلاد من أزمة مالية طاحنة منذ عام 2019، أفقدت العملة المحلية قيمتها بنسبة 98%.

وحصل أزعور على تأييد 59 صوتًا من أصل 128 نائبًا في البرلمان في تصويت أولي، وهو ما يقل عن 86 صوتًا المطلوبة للفوز بتصويت من الجولة الأولى، فيما حصل سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله وحلفائه على 51 صوتًا.

وأنهى رئيس البرلمان نبيه بري، وهو حليف لحزب الله، الجلسة بعد انسحاب نواب الحزب وحلفائه، ليعطلوا بذلك نصاب الثلثين المطلوب لإجراء جولة ثانية من التصويت يمكن لمرشح أن يفوز فيها بدعم 65 نائبًا.

الورقة المفقودة

وقال المطران إلياس عودة، رئيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في عظة الأحد، منتقدًا حزب الله وحلفاءه من دون تسميتهم صراحة: "هل أحسن التصرف من أدلى بصوته وغادر القاعة وكأنه غير مهتم لا بالبلد ولا بنتيجة الاقتراع؟".

وطالب بعض النواب المؤيدين لانتخاب أزعور بإعادة إحصاء الأصوات، أو إجراء تصويت جديد، بعد أن ورد أن ورقة اقتراع مفقودة لكن بري رفض وقال إن هذا الصوت لن يغير النتيجة.

وفي هذا الإطار، أكدت النائبة ستريدا جعجع التي تنتمي لكتلة القوات أن "الأصوات المقترعة مجموعها 127 لا 128". وقالت: "طلبنا من رئيس مجلس النواب نبيه بري إعادة التصويت فرفض، وهذا ما كان يجب أن يحصل وما حصل لا يليق بنا أو بمجلس النواب وبالتالي الجلسة غير دستورية".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close