أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024، في إعلان مفاجئ يأتي قبل أقل من 4 أشهر على الانتخابات، وبعد أسابيع من الشكوك التي أحاطت بوضعه الجسدي والذهني.
وانسحب بايدن بعد أسابيع من الضغوط التي بدأت بأداء كارثي في المناظرة الرئاسية أثار مخاوف بشأن صحته.
وتجعل هذه الخطوة بايدن أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ينسحب في وقت متأخر جدًا من السباق الانتخابي، وأول رئيس ينسحب بسبب مخاوف بشأن صحته العقلية.
وأمضى بايدن أكثر من ثلاثة أسابيع في مقاومة دعوات الانسحاب من السباق الرئاسي في أعقاب صدمة مناظرة 27 يونيو/ حزيران.
بايدن يعلن انسحابه من السباق الرئاسي
وقال بايدن الديمقراطي البالغ من العمر 81 عامًا في بيان نشره على منصة "إكس" بينما يتعافى من وباء كوفيد في منزله بديلاوير: "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدمكم كرئيس".
وأضاف: "أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أنسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي".
وأوضح بايدن أنه سيتحدث إلى الأمة "في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل" عن قراره.
وبعد انسحابه من السباق، أعلن بايدن الأحد أنه يؤيد ترشيح الحزب الديموقراطي نائبته كامالا هاريس لانتخابات 2024 الرئاسية.
وقال بايدن عبر منصة إكس "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام".
ترمب: بايدن لم يكن "مؤهلًا لأن يكون مرشحًا" ولا ليكون رئيسًا
من جهته، قال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب الأحد إن جو بايدن "لم يكن مؤهلًا لأي يكون مرشحًا" و"بالتأكيد غير مناسب للخدمة".
وأورد ترمب في منشور على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" بعيد إعلان الرئيس، أن "جو بايدن لم يكن مؤهلًا لأن يكون مرشحًا للرئاسة، وبالتأكيد ليس مناسبًا للخدمة - ولم يكن كذلك أبدًا... سنعاني كثيرًا بسبب رئاسته، لكننا سنعالج الضرر الذي أحدثه بسرعة كبيرة. لنجعل أميركا عظيمة مجددًا".
وفي هذا السياق، أشاد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الأحد بالرئيس جو بايدن ووصفه بأنه "وطني عظيم" بعد إعلان انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض.
وقال: "من الواضح أن اتخاذ قراره لم يكن سهلًا، لكنه وضع مرة أخرى بلاده وحزبه ومستقبلنا في المقام الأول"، مضيفًا "جو، هذا اليوم يظهر أنك وطني عظيم".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون أنه يتعين على الرئيس جو بايدن الاستقالة "فورًا"، بعدما أعلن هذا الأخير انسحابه من السباق الرئاسي على خلفية ضغوط شديدة بسبب سنه.
وجاء في بيان لجونسون: "إذا كان جو بايدن غير مؤهل للترشح للرئاسة، فهو غير مؤهل لكي يكون رئيسًا. عليه أن يستقيل فورًا".
من جهته، قال الكرملين الأحد إنه يراقب التطورات بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024، مضيفًا أن "الكثير يمكن أن يتغير" في هذه الأثناء.
قرار غير مسبوق ومفاجئ
وفي هذا الإطار، اعتبر مدير المركز العربي في واشنطن خليل جهشان، خبر انسحاب بايدن من السباق الانتخابي غير مسبوق ومفاجئ في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تفادي اتخاذ هذا القرار الذي وصفه بالصعب استغرق أكثر من 10 أيام من قبل الرئيس الأميركي.
وقال في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن: "حتى لو اتخذ بايدن هذا القرار بعد أسبوع، لاتهم بأنه ما زال يماطل ويضر بمصالح الحزب الديمقراطي".
وأشار جهشان إلى أن الضغوط ازدادت بشكل غير مقبول على بايدن في الآونة الأخيرة، حيث أصبح هناك إجماع كامل في النخبة المقررة داخل الحزب الديمقراطي التي اقتنعت بأكملها بأن عليه الانسحاب؛ لأن مصير الحزب الآن أصبح على المحك، بالإضافة إلى تغيير الموقف بين أفراد العائلة نفسها الذين كانوا يدعمون الرئيس بايدن في حملته.
وبشأن تأييده لكاميلا هاريس، أوضح جهشان أن قرار بايدن قرار فردي، مشيرًا إلى أن الرئيس، وعلى الرغم من الضغوط وتمسكه بالوظيفة وبسجله كرئيس وبمقدرته على ربح الانتخابات القادمة، أصبح من المستحيل عليه أن يستمر في وجه كل هذه الضغوط.
لذلك قرر بهذا الشكل المفاجئ والسريع، الانسحاب تفاديًا لانتقادات إضافية بأنه يضر بإمكانيات فوز الحزب الديمقراطي، حسب خليل جهشان.
وأضاف: "أشك أن يكون لقادة الحزب الديمقراطي خطة لما بعد انسحاب الرئيس الأميركي"، مشيرًا إلى أن لديهم فكرة عن كيفية المضي قدمًا في الانتخابات، وأنهم لعبوا دورًا هامًا جدًا في التوصل لهذه الخطوة من قبل بادين.
وتابع أن هناك اتفاقًا شبه كامل بين قادة الحزب الديمقراطي على أن تستمر كاملا هاريس كمرشحة الحزب للرئاسة، وأن يختاروا مرشحًا كنائب رئيس لها في الانتخابات.
وأوضح أن هناك عوامل عدة تؤيد قبول هاريس من قبل أغلبية الديمقراطيين في هذا الجو المتأزم، منها موضوع الاستمرارية ووقوف كادر الحزب إلى جانبها، ووجود الممولين للحزب الذين سيدعمونها، وتمثيلها للشريحة النسوية والشريحة السوداء.
"كبير جدًا في السن"
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسة في جامعة جورج واشنطن ريتشارد تشازدي: إنه "تفاجأ بهذا الإعلان بسبب التوقيت، لأنه كانت ثمة تقارير صحافية تفيد بأن بايدن سينتظر حتى بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أعرب تشازدي عن اعتقاده أن أغلبية الديمقراطيين يرون أن بايدن كبير جدًا في السن ليستطيع إكمال 4 سنوات إذا ما أعيد انتخابه".
وأشار إلى أن ثمة أشخاصًا يعتقدون أن انسحاب بايدن قد يفضي إلى فوضى واضطراب في المؤتمر الديمقراطي في أغسطس/ آب.
وقال إن ما يميز هاريس هي أنها سوف تستطيع أن تضع جانبًا الانتقاد الكبير الذي لاقاه الرئيس بايدن فيما يتعلق بدعمه لكيفية شن الإسرائيليين للحرب في غزة.
وأضاف: "إذا ما تم ترشيحها فسوف تكون في موقع يوحد الجناح الأيسر للحزب الديمقراطي"، معربًا عن اعتقاده أن هاريس ستبني على ما حصلته حملة بايدن حتى اللحظة.