أفاد مسؤول حكومي ألماني اليوم الخميس، أنه من غير الواضح إذا كانت قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في الهند سينتج عنها دعوة الاتحاد الإفريقي للانضمام إلى المجموعة، لكن ألمانيا تؤيد حدوث ذلك.
وكانت "بلومبيرغ نيوز"، قد ذكرت اليوم الخميس نقلًا عن مصادر مطلعة، أن مجموعة دول العشرين وافقت على منح العضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي.
وأضافت أن هذه الخطوة ستمنح التكتل الإفريقي، الذي يضم 55 دولة، الوضع نفسه الذي يتمتع به الاتحاد الأوروبي، من تسميته الحالية "المنظمة الدولية المدعوة".
وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يعلن زعماء مجموعة العشرين القرار خلال القمة المنتظرة.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد كتب لقادة دول مجموعة العشرين في يونيو/ حزيران مقترحًا لمنح الاتحاد الإفريقي عضوية كاملة ودائمة خلال القمة المرتقبة في العاصمة الهندية نيودلهي في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.
كما دعت مجموعة العشرين هذا العام تسع دول غير أعضاء منها بنغلادش وسنغافورة وإسبانيا ونيجيريا، ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لحضور القمة التي تعقد مطلع الأسبوع في نيودلهي.
وعبرت دول مثل ألمانيا والبرازيل وكندا عن دعمها لمنح الاتحاد الإفريقي عضوية مجموعة العشرين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن رغبته في أن ينضمّ الاتحاد الإفريقي "إلى مجموعة العشرين عضوًا دائمًا"، مضيفًا أن حصول ذلك "تأخر كثيرًا لكنه سيحدث".
ومجموعة العشرين هي منتدى غير حكومي للاقتصادات العالمية الكبرى المتقدمة والناشئة. وتمثل الدول الأعضاء نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي عدد السكان في العالم.
ما أهمية انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين؟
وفي هذا الإطار، يوضح الأستاذ والباحث في الاقتصاد السياسي في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء بدر الزاهر الأزرق، أن هذه الخطوة ذات بعد سياسي، وستشمل كل الدول المنضوية تحت الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أنه حتى حدود اليوم فإن التمثيل كان مقتصرًا بالنسبة للدول الإفريقية في مجموعة العشرين على جنوب إفريقيا، حيث كان صوت القارة الإفريقية مغيبًا عن كل القضايا الدولية التي كانت تناقش بين القادة في هذه المجموعة.
وفي حديث إلى "العربي" من الرباط، يضيف الأزرق أن كبار مجموعة العشرين سواء أكانت الصين، أم الولايات المتحدة الأميركية، أم الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول، تطمح اليوم لأن تمهد الطريق لتعميق استثماراتها في القارة الإفريقية واستغلالها مرة أخرى وبطرق أخرى.
ويعرب الأزرق عن اعتقاده أن هذه الخطوة تفسح المجال للقارة الإفريقية وللاتحاد من أجل الترافع عن قضاياه، خاصة أن إفريقيا تعاني اليوم من مشاكل كبيرة مرتبطة بالأمن الغذائي وبالتغيرات المناخية.
الباحث في الاقتصاد السياسي الذي يرى أنه لا يجب توقع الكثير من هذا القرار، يوضح أن مجموعة العشرين هي عبارة عن فضاء للنقاش وللحوار وللتأثير شيئًا ما في السياسات المالية والاقتصادية العالمية.
ويتابع الأزرق أن مجموع العشرين مهمة خاصة بعد تعطل مجموعة من آليات الحوار داخل الأمم المتحدة وداخل مجموعة من المنظمات الاقتصادية والسياسية الإقليمية.
ويشير الأزرق إلى أن القارة الإفريقية بحاجة اليوم إلى هذه القناة للتواصل مباشرة مع الدول والتجمعات الاقتصادية التي يمكن أن تكون بينها علاقة تعاون كبيرة على المستوى الاقتصادي، وكذلك من أجل الترافع لديها بخصوص مسألة المناخ والاحتباس الحراري خاصة أن في هذا التجمع يوجد كبار المسؤولين عن هذه الاضطرابات المناخية والاقتصادية.
ويخلص إلى أن القارة الإفريقية اليوم لا تطلب الكثير وإنما فقط أمنًا غذائيًا، والتزامًا أكبر للدول الملوثة من أجل تخفيف وطأة التقلبات أو الاضطرابات المناخية، وتطلب أيضًا التزامًا من الدول الكبرى في دعم المشاريع لمواجهة التصحر والفيضانات ولرفع نسب النمو والتنمية في القارة الإفريقية.