الأحد 10 نوفمبر / November 2024

انطلق بغياب الروس.. أزمة أوكرانيا ترخي بظلالها على مؤتمر ميونخ للأمن

انطلق بغياب الروس.. أزمة أوكرانيا ترخي بظلالها على مؤتمر ميونخ للأمن

شارك القصة

مداخلة لمراسل "العربي" من ميونيخ حول غياب الوفد الروسي عن المؤتمر (الصورة: غيتي)
يناقش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن التحديات العالمية، وعددًا من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية وأفغانستان والشرق الأوسط.

اتهمت ألمانيا اليوم الجمعة روسيا بتعريض أمن أوروبا للخطر، مع "مطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة" قبل مؤتمر ميونخ السنوي للأمن، الذي ستسيطر عليه الأزمة المرتبطة بأوكرانيا، حيث تخشى الولايات المتحدة هجومًا روسيًا "في الأيام المقبلة".

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة في بيان: "مع نشر غير مسبوق لقوّات عند الحدود مع أوكرانيا، ومطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة، تتحدّى روسيا المبادئ الأساسيّة لنظام السلام الأوروبي"، داعيةً موسكو إلى إظهار "جهود جادّة لخفض التصعيد".

وينعقد هذا المؤتمر السنوي في ذروة التوتر بين موسكو والغرب، الذي يخشى من استعداد القوات الروسية لغزو أوكرانيا.

لقاء مشروط بين بلينكن ولافروف

يشارك في المؤتمر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة. ويُنتظر مشاركة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولن تشارك روسيا، التي يمثلها عادة وزير خارجيتها سيرغي لافروف، في المؤتمر هذه السنة.

وستُناقش على مدار 3 أيام التحديات العالمية، على غرار تغيّر المناخ وجائحة كورونا والأمن الإلكتروني والإرهاب، وعدد من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية والتطورات في أفغانستان وقضايا الشرق الأوسط.

وتحدث مراسل "العربي" من ميونيخ مكسيم العيسى، عن حضور حشد كبير من رؤساء حكومات الدول ووزراء الخارجية والدفاع، ومشاركة عربية من قبل وزراء خارجية قطر ومصر والسعودية والإمارات.

وبينما لفت إلى قول وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيريوك إنها كانت تأمل تواجد الوفود الروسية، أوضح أن مراقبين عزوا غياب هذه الوفود عن المؤتمر إلى الوضع الراهن في أوكرانيا، وحرب التصريحات مع الولايات المتحدة، والمباحثات التي تجري هنا وهناك بشأن الأزمة الأوكرانية.

ويلتقي وزير الخارجية الروسي نظيره الأميركي الأسبوع المقبل، "شرط ألا يكون غزو روسيا لأوكرانيا قد حدث"، على ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء الخميس.

وأفاد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيجري محادثات بعد ظهر الجمعة "مع مسؤولين أوروبيين (..) بشأن القوات العسكرية الروسية المحشودة عند حدود أوكرانيا"، والجهود التي ينبغي بذلها لترجيح الحل الدبلوماسي.

منحى رسمي لـ"حديث طرشان"

وتواصل حديث الطرشان بين الولايات المتحدة وروسيا وأخذ منحى رسميًا في مجلس الأمن الدولي، حيث حثّ بلينكن الروس على "التخلّي عن مسار الحرب"، مؤكدًا أن "معلوماتنا تُظهر بوضوح" أنّ القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية، "بما فيها قوات برية وطائرات، تستعدّ لشنّ هجوم على أوكرانيا في الأيام المقبلة".

وتفيد الاستخبارات الأميركية أن روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي مع عتادهم قرب أوكرانيا.

وأعلنت موسكو الجمعة انسحابات جديدة من محيط أوكرانيا، بعدما قامت بالأمر نفسه يومَي الثلاثاء والأربعاء.

وجدّد جو بايدن التأكيد أن روسيا تعد لذريعة مرتبطة بالنزاع بين كييف وانفصاليين مؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا، لتبرير تدخلها.

قصف مدرسة وانقطاع للكهرباء

وشهدت منطقة دونباس، مركز هذا النزاع المتواصل منذ ثماني سنوات بين الجيش الأوكراني والمقاتلين المؤيدين لروسيا، أمس الخميس تبادلًا لإطلاق النار من أسلحة ثقيلة.

وندد الجيش الأوكراني خصوصًا بهجوم على بلدة ستانيتسا لوغانسكا، حرم نصف سكانها من التيار الكهربائي وخلّف فجوة في جدار مدرسة.

واتهم انفصاليو لوغانسك في المقابل كييف بالوقوف وراء تكثيف عمليات القصف "لتصعيد النزاع". وتبادلت أوكرانيا والانفصاليون المؤيدون لروسيا الاتهامات بعمليات قصف جديدة الجمعة.

ورأى الكرملين من جهته أن "تركز القوات الأوكرانية الكبير" مسؤول عن هذا الوضع "الخطر للغاية".

وعرضت روسيا الخميس من جديد مجموعة مطالب استراتيجية تريدها من الدول الغربية، التي رفضتها بغالبيتها. ونبهت وزارة الخارجية الروسية أنه في حال رفض مطالبها "ستكون روسيا مضطرة إلى التحرك، ولا سيما عبر تنفيذ إجراءات ذات طابع عسكري وتقني".

وأعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف روسيا، الخميس عن استعداده لاستضافة "أسلحة نووية" على أراضيه، مع أنه لم يعد يملكها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.

وطالبت موسكو بـ "انسحاب كل قوات الولايات المتحدة وأسلحتها المنتشرة في وسط أوروبا وشرقها، في جنوب شرق أوروبا ودول البلطيق"، و"التخلي عن أي توسيع مقبل لحلف شمال الأطلسي". وتوقعت أيضًا اقتراحات من الغربيين تهدف إلى "التخلي عن أي توسيع مقبل للحلف"، لا سيما باتجاه أوكرانيا.

ودخلت الصين النقاش الخميس معتبرة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي أن "التوسع المتواصل لحلف شمال الأطلسي يتعارض مع زمننا هذا".

وفي انعكاس للتوتر الحاصل، كشفت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن روسيا "طردت" المسؤول الثاني في سفارتها في موسكو الدبلوماسي بارت غورمان، مؤكدة أنها تدرس "ردًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close