تهدد التغيرات المناخية وجود مساحات واسعة من أشجار الصنوبر، خصوصًا فصيلة التنوب، المستخدمة في صناعة الآلات الموسيقية الوترية الفاخرة.
ناقوس خطر يدقه الفنانون والبيئيون على حد سواء، مطالبين بتدخل عاجل لإنقاذ غابات العالم، ووقف النزف البيئي حتى يستمر صوت الموسيقى عاليًا، يُطرب الأفئدة، ويلهم الإبداع.
وتعمر أشجار الصنوبر من فصيلة التنوب أكثر من 400 عام، وهي النوع الأكثر شيوعًا في صناعة الأنواع الفاخرة من الآلات الموسيقية.
ففي غابة ريشوت بين فرنسا وسويسرا يقلق التغير المناخي الخبراء البيئيين لتهديده هذا النوع من الأشجار بالانقراض.
فدرجات الحرارة العالية وجفاف القارة الأوروبية خصوصًا في فصل الصيف عوامل تهدد هذا النوع من الأشجار وتضر بنوعية أخشابها لا سيما في المراحل الأولى من نموها.
وكان صيف هذا العام الأكثر حرارة في أوروبا خلال القرنين الماضيين، ما أدى إلى حرائق كبيرة دمرت آلاف الكيلومترات المربعة من المساحات الشجرية.
الأشجار ودورها في إغناء التنوع البيولوجي
وفي هذا الإطار، أوضح المهندس البيئي زياد أبي شاكر أن للأشجار بشكل عام دورا رئيسيا لناحية التنوع البيولوجي في الحياة على كوكب الأرض.
ورأى في حديث إلى "العربي" من بيروت أن الجفاف الذي قد يصيب الأشجار عامل من العوامل الطبيعية، وهو رغم تأثيره السلبي قد يساهم بشكل إيجابي في وقت لاحق عن طريق خلق نوع من الدفاع الذاتي والمقاومة لدى هذه الأشجار.
أبي شاكر شرح أن الأشجار وبعد هذه العملية قد تعود إلى النمو بقوة خلال مواسم الأمطار.
ولفت إلى أن عامل الجفاف ليس الوحيد المسؤول عن تراجع الأشجار في غابة معينة، متحدثًا عن عامل الشتاء الحمضي الناجم عن التلوث والصناعات، معتبرًا أنه من أهم العوامل التي تؤثر في صحة الأشجار.
