وقعت عدة انفجارات في كييف وفي منطقة دنيبرو شرقي أوكرانيا صباح اليوم الإثنين، فيما سمع أصوات صفارات الإنذار في العاصمة الأوكرانية، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".
ونقل مراسل "العربي" عن رئيس بلدية كييف تأكيده وقوع عدة انفجارات في حي شيفشينكفسكي وسط العاصمة الأوكرانية.
كما أشارت مصادر إلى سماع دوي ثلاثة انفجارات قوية على الأقل، بحسب وكالة "فرانس برس"، التي لفتت إلى أنّ الانفجارات وقعت قرابة الساعة 8:15 بالتوقيت المحلي، بعدما كانت صفارات الإنذار أُطلقت قبل ذلك بعشرات الدقائق. ولا يعرف بعد طبيعة الانفجارات والأماكن المستهدفة.
وأفاد متحدث باسم خدمات الطوارئ للإذاعة العامة الأوكرانية بأن عدة انفجارات هزت كييف اليوم الاثنين، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مشيرًا إلى أنه يجري التأكد من التفاصيل.
Several missile strikes in the center of Kyiv. Burning cars with people who were commuting to work. The strike was deliberately carried out during rush hour on a busy street to inflict maximum losses and intimidate. A pure act of terrorism. pic.twitter.com/KaOwUSMZio
— Maria Avdeeva (@maria_avdv) October 10, 2022
وجاءت تلك التطورات الميدانية، فيما أكّد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، الأحد، أن الهجوم على جسر القرم "لا يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية".
وأجاب بيسكوف عن سؤال حول ما إذا كان الهجوم "الإرهابي" على جسر القرم يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية قائلًا: "لا، إنها صيغة خاطئة تمامًا للسؤال"، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.
بوتين يتهم أوكرانيا بتفجير "كيرتش"
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء الأحد: "إن تفجير جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم هو عمل إرهابي استهدف تدمير موقع حيوي حساس للبنية التحتية الروسية"، محملًا أوكرانيا مسؤولية ذلك.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية أن القوات الخاصة الأوكرانية هي من نفّذ التفجير. كما أشار رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين إلى أن مواطنين من روسيا ودول أجنبية ساعدوا الخدمات الخاصة الأوكرانية في التحضير للهجوم، مضيفًا أن جهاز الأمن الفدرالي الروسي حدّد هوية مدبري الهجوم ووجهة الشاحنة التي استخدمت في التفجير.
وكشف أنها انطلقت من بلغاريا إلى جورجيا، ثم إلى أرمينيا، قبل أن تصل إلى أوسيتيا الشمالية في روسيا، وتتابع مسيرها نحو إقليم كراسنودار جنوب غرب روسيا المحاذي للقرم.
من جهته، رفض البيت الأبيض التعليق على انفجار جسر كيرتش، لكنه أشار إلى أنه سيواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من بدأ الحرب وهو من يمكنه أن ينهيها إذا أراد".
استخدام الأساليب الإرهابية
وفي حديث إلى "العربي" من موسكو، لفت نائب معهد توقع وإدارة النزاع ألكسندر كوزنتسوف إلى أن الهجوم على جسر كيرتش "تزامن مع تفجير أنبوب الغاز نوردستريم 1 الذي هو فعل إرهابي". وقال: "هناك مؤشرات على أن أعداء روسيا بدأوا باستخدام الأساليب الإرهابية في شن حربهم".
وتوقع كوزنتسوف أن يكون الرد العسكري الروسي على الجبهة الأوكرانية، حيث ستبدأ قوات روسية جديدة بأخذ مواقعها، وتوقع أن تستهدف الضربات الروسية البنية التحتية الأوكرانية مثل محطات الطاقة والجسور.
ولفت كوزنتسوف إلى أن خطوة أوبك بلاس بتخفيض إنتاج النفط كانت لمواجهة الولايات المتحدة.
أوكرانيا في موقع دفاع
من جانبه، أكّد رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار عماد أبو الرب أن أوكرانيا مستعدة لرد فعل روسي. وقال من كييف: "أوكرانيا ليست دولة إرهابية بل دولة معترف بها دوليًا وتمارس حقها بالدفاع عن أرضها"، مشيرًا إلى تعرّض أكثر من 2100 مؤسسة تعليمية وأكثر من 100 منشأة صحية و200 معبد و40 متحفًا في أوكرانيا للهجوم الروسي.
ولفت أبو الرب إلى وحدة الشعب الأوكراني المدني والعسكري.
وميدانيًا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده تخوض قتالًا عنيفًا للغاية بالقرب من بلدة باخموت الشرقية. وتمكنّت القوات الأوكرانية من استعادة السيطرة على مساحات تبلغ آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي في الهجمات الأخيرة في الشرق والجنوب.
كما أكّد الحاكم العسكري لمنطقة لوغانسك عن الجانب الأوكراني بأن الجيش الأوكراني تمكّن من إعادة السيطرة على سبع بلدات في هذه المقاطعة التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وجاءت بعدما تمكنت القوات الأوكرانية من عبور حدود هذه المساحة لأول مرة منذ بدء الحرب التي تتغيّر قواعدها وتنقلب موازينها، لاسيما بعد قرار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بتعيين قائد جديد للقوات الروسية في أوكرانيا.
وكان الرئيس الروسي قد وجه تهديدًا مستترًا باستخدام الأسلحة النووية، في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، وأعلن تعبئة جنود الاحتياط بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني.