يسعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري، وإلقاء المسؤولية على عاتق الجيش، وفق ما قالت صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو، "يشن حملة لإلقاء اللوم على الجيش الإسرائيلي، لفشله في التنبؤ بهجوم حماس".
وأسفرت عملية "طوفان الأقصى" التي باغتت مستوطنات غلاف غزة عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأسر المقاومة الفلسطينية 212 آخرين.
نتنياهو يجمع الأدلة ضد الجيش
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالجيش لم تسمه قوله: "نتنياهو يقوم بحملة. إنه يجمع الأدلة ضد الجيش، ويشرح في محادثات خاصة لماذا لا يقع عليه اللوم، ويردد أنه لم يحصل على المعلومات الاستخبارية".
وقال مسؤول آخر بالجيش للصحيفة: "من الواضح ما يفعله نتنياهو.. إنه أمر مشين".
وألمحت "هآرتس" إلى "تعيين نتنياهو، متحدث جيد للتنسيق مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين، بعد 4 أيام فقط من الحرب".
وأوضحت أن "إيلي فيلدشتاين، عمل متحدثًا باسم فرقة الضفة الغربية التابعة للجيش، ما جعله على دراية جيدة بالمراسلين العسكريين، وكان فيما بعد المتحدث باسم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".
وقالت: إن عدة مصادر "وصفت التعيين بأنه غير عادي، خاصة خلال الحرب، حيث يحتفظ وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش عادة باتصالات مستمرة مع المراسلين العسكريين".
وبحسب مصدر في الجيش فإنها "خطوة مشكوك فيها، خاصة بالنظر إلى أن كبار القادة العسكريين تحملوا مسؤولية الفشل في توقع الهجوم، بينما رفض نتنياهو الاعتراف بأي دور".
والجمعة الماضية، قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: إن نتنياهو "يعمل بنشاط على بناء قضيته ضد الجيش".
بحث عن تقييمات استخباراتية خاطئة
ونقل الموقع عن مصادر قريبة من رئيس الوزراء قوله: إن "زوجته سارة، طلبت منه جمع كل الاتصالات العامة والمحاضر السرية من اجتماعات مجلس الوزراء الأمني والمناقشات حول قضايا الدفاع".
وأضاف: "طلبت سارة منه أيضًا أن يجمع كل الاقتباسات، من كبار مسؤولي الدفاع السابقين والحاليين، التي تعكس تقييمات استخباراتية خاطئة، فيما يتعلق بقدرات حماس ونواياها".
ولفتت "هآرتس"، إلى أنه "منذ بدء الحرب، التقى نتنياهو، برؤساء وسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل للمرة الأولى منذ سنوات عديدة".
ونقلت عن وزير من حزب "الليكود" لم تسمه قوله: "أي شخص يعتقد أنه يمكن أن يفلت من تحمل المسؤولية الجسيمة عن أسوأ فشل منذ تأسيس الدولة، يرتكب خطأ فادحًا".
وفي إشارة إلى احتمال حل الحكومة الحالية بعد انتهاء الحرب، قال الوزير: "لقد حُدد مصير هذه الحكومة في 7 أكتوبر، كما حُسم مصير الليكود أيضًا في ذلك "السبت الأسود"، الأمور لن تستمر كما كانت من قبل".
وأردف: "من يسعون إلى التنصل من مسؤوليتهم، لا يؤدون إلا إلى تفاقم وضعهم؛ فالجمهور الإسرائيلي يحمل غضبا".