حذّر فيليب لازاريني المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" اليوم الخميس، من محاولة متعمّدة لشلّ عمليات الوكالة في قطاع غزة، مضيفًا أنّ الاتصالات "انقطعت تمامًا" مرة أخرى مع قطاع غزة.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" عبر صفحتها في فيسبوك، الانقطاع الكامل في خدمات الاتصالات الثابتة والخلوية والإنترنت في قطاع غزة، بعد منع إدخال الوقود ونفاد كافة مصادر الطاقة الاحتياطية لتشغيل عناصر الشبكة الرئيسية".
"محاولة متعمدة لخنق عمليات الأونروا"
ومنذ بدء عدوانها على غزة، تمنع إسرائيل دخول الوقود إلى قطاع غزة، ولم تسمح سوى بدخول شاحنة صهريج أمس الأربعاء تحمل 23 ألف لتر فقط، وخضعت لرقابة صارمة على استخدامها.
وقال لازاريني في مؤتمر صحافي في جنيف: "أعتقد أن هناك محاولة متعمّدة لخنق عملياتنا وشلّ عمليات الأونروا"، متحدثًا عن الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال إنّ "الوقود لم يعد متوفرًا في غزة، وهو ما تسبّب في توقّف محطتي تحلية المياه هناك وحرمان 70% من السكان من المياه النظيفة".
وأكد أنّ الوكالة التي تُقدّم دعمًا لأكثر من 800 ألف نازح في غزة، معرّضة لخطر تعليق عملياتها بالكامل.
غياب المياه النظيفة وتحذير من مجاعة
إلى ذلك، أعلن مدير شؤون الأونروا في غزة توماس وايت اليوم الخميس، توقّف 76 بئرًا ومحطتين رئيسيتين لمياه الشرب، بالإضافة إلى 15 محطة لضخّ مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب نفاد الوقود، وبالتالي فان معظم سكان قطاع غزة لن يتمكنوا من الحصول على المياه النظيفة.
وأوضح وايت في منشور على "أكس"، أنّ الآبار والمحطات توجد في المحافظات الثلاث الجنوبية لقطاع غزة، وهو ما يؤثر على نحو 100 ألف شخص.
وأضاف أنّ عدم وجود وقود يعني نقص في مياه الشرب، وزيادة بنسبة 40% في حالات الإسهال لدى الأشخاص الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا، محذرًا من أنّه في ظل سوء خدمات الصرف الصحي والخدمات الصحية المحدودة، يمكن أن يكون الإسهال مميتًا.
من جهته، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس، من أن قطاع غزة يواجه "مجاعة واسعة النطاق"، مضيفًا أنّ جميع السكان تقريبًا في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.
بدوره، حذّر مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الخميس، من تفشّي الأمراض المعدية والجوع على نطاق واسع في غزة، قائلاً إنه أمر يبدو حتميًا ولا مفرّ منه، بعد أسابيع من العدوان على القطاع المكتظ بالمدنيين.
وتواصل إسرائيل عدوانها على غزة لليوم الـ41 على التوالي، كما شدّدت حصارها المفروض على القطاع منذ 16 عامًا، فقطعت المياه والكهرباء عن سكانه، ومنعت دخول المواد الغذائية والطبية بالإضافة للوقود.