دعا مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الخميس، إلى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب بقطاع غزة.
وحذر تورك من تفشي الأمراض المعدية والجوع على نطاق واسع في غزة، قائلاً إنه أمر يبدو حتميًا ولا مفرّ منه، بعد أسابيع من العدوان على القطاع المكتظ بالمدنيين.
وأكد في مؤتمر صحفي أمام الدول الأعضاء للمنظمة أن استخدام العنف المكثف في حق الفلسطينيين بالضفة الغربية أيضًا أمر يدعو إلى القلق.
تفشّي الأمراض والجوع "حتميّ"
وفي إحاطة غير رسمية في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف، بعد زيارة للشرق الأوسط، نبّه تورك إلى أن نفاد الوقود سيكون له عواقب "كارثية" في جميع أنحاء غزة، إذ سيؤدي إلى انهيار أنظمة الصرف الصحي، والرعاية الصحية، وإنهاء المساعدات الإنسانية الشحيحة التي يتم تقديمها. وقال: "يبدو أن تفشي الأمراض المعدية والجوع على نطاق واسع أمر حتمي".
وحذرت منظمة الصحة العالمية من "اتجاهات مقلقة" فيما يتعلق بتفشي الأمراض في غزة قائلة إنه كان هناك عدد كبير بشكل غير عادي من حالات الإصابة بأمراض الإسهال في القطاع، حيث تسبب القصف الجوي والعمليات البرية في تعطيل النظام الصحي، وفي الحيلولة دون إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، كما أدى إلى تكدس الناس في ملاجئ.
وعبر تورك، الذي وصف القصف الإسرائيلي بأنه "كثيف بدرجة نادرة هذا القرن"، عن قلقه من العنف المتزايد والتمييز ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. وقال: "من وجهة نظري، ينشئ ذلك حالة متفجرة محتملة، وأريد أن أكون واضحًا: تجاوزنا كثيرًا مستوى الإنذار المبكر". وتابع: "أدق أعلى جرس إنذار ممكن بخصوص الضفة الغربية المحتلة".
الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة
وتواصل إسرائيل لليوم الواحد والأربعين عدوانها على غزة، بعدما شددت الحصار المفروض على القطاع منذ 16 عامًا، فقطعت المياه والكهرباء عن سكانه، ومنعت دخول المواد الغذائية والطبية بالإضافة للوقود.
وشددت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، عليا زكي، يوم أمس الأربعاء، على ضرورة توفير الوقود، مشيرة إلى أن نقص هذه المادة يقيد قدرة البرنامج على مساعدة المحتاجين؛ "لأنه بدون الوقود لا تستطيع الشاحنات التحرك، ولا تستطيع المطاحن ولا المخابز العمل، وستتوقف الحياة".
وكان المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، قد حذر في حديث إلى "العربي"، من أنّ خزّانات الوكالة فرغت من الوقود ما يهدّد بتوقّف كل خدمات الوكالة وبالتالي تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة يموت أهلها جوعًا وعطشًا ومرضًا.
وقال أبو حسنة، إن الأوضاع الإنسانية في القطاع تتدهور بسرعة، وإن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في ظروف صحية صعبة، مضيفًا أنه لا يجوز استخدام الوقود سلاحًا في هذه الحرب.