الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

انقلاب العسكريين في النيجر.. هل تفلح الضغوط في تغيير الواقع؟

انقلاب العسكريين في النيجر.. هل تفلح الضغوط في تغيير الواقع؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" تداعيات الانقلاب في النيجر وتأثير المواقف الدولية المنددة به (الصورة: غيتي)
يبدو الموقف الأوروبي أكثر تشددًا، حيث أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل تعليق الدعم المالي والتعاون الأمني مع النيجر بشكل فوري.

يتصاعد الرفض الدولي للانقلاب العسكري في النيجر، مع تلويح بوقف المساعدات وتأكيد على عدم الاعتراف بأي سلطة جديدة.

ويؤكد قادة البيت الأبيض لرئيس النيجر مجمد بازوم عملهم على ضمان استعادة النظام الدستوري بالكامل في البلد الإفريقي.

لكنّ الإدارة الأميركية لم تقطع الحبل نهائيًا مع الانقلابيين، إذ أكدت أنّها ما زالت تأمل في التوصّل إلى حلّ دبلوماسي. 

لكن الموقف الأوروبي يبدو أكثر تشدّدًا، حيث أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تعليق الدعم المالي والتعاون الأمني مع النيجر بشكل فوري.

أما روسيا المتّهمة بدعم الانقلاب، دعت منذ الوهلة الأولى إلى عودة النظام الدستوري في النيجر، من خلال تسوية سريعة. ورفضت موسكو توجيه الاتهامات لها بالضلوع في أحداث النيجر. في وقت عرض قائد مجموعة "فاغنر" خدماته العسكرية على حكّام نيامي الجدد.

ولم تصدر من بكين أي ردود فعل حيال ما يجري، رغم الاستثمارات الصينية الهائلة في القارة السمراء.

أما فرنسا، فلا تزال الخاسر الأكبر، وهي تبحث في تطورات وتبلور الخطوات لمواجهة الموقف.

وفي خضم الإجماع الدولي على إدانة الانقلاب، تبرز التساؤلات بشأن ما بعد هذه المواقف. وتتجه الأنظار أكثر إلى القارة السمراء، حيث يجتمع قادة دول غرب إفريقيا غدًا الأحد في أبوجا، وسط تعهّدهم ببذل قصارى جهدهم للدفاع عن الديمقراطية، وضمان استمرار ترسيخها في المنطقة، خاصة مع نفي مقرّبين من الرئيس بازوم مبررات العسكر لانقلابهم، مؤكدين أن فعلتهم جاءت لأسباب شخصية وليس لمصلحة البلاد.

"التنديد بالانقلاب ليس كافيًا"

في هذا السياق، أوضح ديفيد أوتو أندلي، مدير مركز جنيف للأمن والدراسات الإستراتيجية في إفريقيا، أنّ التنديد الدولي بالانقلاب وحده لن يكون كافيًا أو يُساعد في إيجاد حل لما يحدث.

وقال أوتو أندلي، في حديث إلى "العربي" من العاصمة النيجيرية أبوجا، إنّ الانقلابيين يُدركون أنّ التنديد لم يكن ناجعًا في مالي أو بوركينا فاسو، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة قد ضخت أموالًا طائلة لتدريب الجيش في النيجر.

وأكد أن السؤال المطروح الآن هو ماذا سيفعل الغرب في بلد يُعتبر آخر مبعث أمان للغرب في الساحل الإفريقي وعملية الديمقراطية في القارة السمراء.

ورأى أنّ هناك مشكلة كبيرة تحدث الآن، "ولا أعتقد أنّ الانقلابيين سيشكّلون حكومة عسكرية خلال مهلة الأيام الـ15 التي مُنحت لها، أو ربما سيُشكّلون حكومة أخرى تكون هي المسؤولة عن إدارة البلاد".

"لا يمكن للغرب إعادة عقارب الساعة إلى الوراء"

بدوره، أكد يلفين فوت، الباحث في الشؤون الإفريقية-الأميركية، أنّ الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا لعبت دورًا في هذا الانقلاب.

وقال فوت، في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ لا مبرر لوقوع هذا الانقلاب، لكنّه في الوقت نفسه أوضح أنّه ليس أمام دول العالم الكثير كي يقوموا به لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

"لا مصلحة لروسيا في انقلاب النيجر"

من جهته، أشار فياتشيسلاف ماتوزوف، الدبلوماسي الروسي السابق، إلى أنّ النيجر ليست أول دولة تشهد انقلابًا عسكريًا داخليًا، مؤكدًا أنّه ليس لروسيا أي مصلحة في هذه الانقلابات.

وقال ماتوزوف، في حديث إلى "العربي" من موسكو: إنّ انقلاب النيجر حدث بالتزامن مع افتتاح القمة الروسية-الإفريقية في سانت بطرسبرغ، كما أنّه حدث بناء على مصالح داخلية وليس هناك أي دلائل حول مشاركة روسيا في تنظيم وترتيب هذا الانقلاب.

وأشار إلى عدم "علاقات دبلوماسية تربط بين روسيا والنيجر، ناهيك عن أنّ الضباط المشاركين في الانقلاب تلقّوا التدريبات إما في فرنسا أو الولايات المتحدة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close