ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، بما وصفه بـ"انقلاب عسكري خطير" في النيجر، فيما قال قائد مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين إنّ محاولة الانقلاب "كفاح ضد المستعمرين".
وأضاف ماكرون من بابوا غينيا الجديدة: "ندعو لإطلاق سراح الرئيس (محمد) بازوم"، مشيرًا إلى أن فرنسا ستدعم المنظمات الإقليمية إذا قررت فرض عقوبات على قادة الانقلاب.
وقال الرئيس الفرنسي إن "هذا الانقلاب غير شرعي بتاتًا وخطير للغاية، على النيجريين والنيجر والمنطقة بأسرها". ويحتجز عسكريون انقلابيون من حرس بازوم الخاص، رئيس النيجر منذ مساء الأربعاء.
"فرض عقوبات على الانقلابيين"
وكان ماكرون يتحدث خلال زيارة إلى بابوا غينيا الجديدة، وقال إن من الضروري إعادة إرساء النظام الدستوري وتعهد بدعم مجموعات إقليمية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، في جهود وساطة أو فرض عقوبات ضد الانقلابيين.
وأعلن عسكريون انقلابيون مساء الأربعاء، عبر التلفزيون الوطني، إطاحة محمد بازوم الذي يتولى السلطة منذ العام 2021، بعد "التدهور المستمر للوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية".
كما أعلن الانقلابيون "تعليق نشاطات الأحزاب السياسية حتى إشعار آخر" ودعوا "السكان إلى الهدوء" بعد أحداث وقعت خلال تظاهرة داعمة لهم في نيامي رُفعت خلالها أعلام روسية وشعارات معادية لفرنسا.
#الولايات_المتحدة تنفي تورط مجموعة #فاغنر في انقلاب #النيجر pic.twitter.com/EllyCof7IQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 28, 2023
وتوجه بعض الشبان إلى مقر "الحزب النيجيري من أجل الديمقراطية والاشتراكية" الحاكم، على مسافة بضعة كيلومترات من التجمّع، وأضرموا النار في سيارات.
وخرجت تظاهرة أيضًا في دوسو، على مسافة مئة كيلومتر تقريبًا من العاصمة.
لا مؤشرات على تورط روسيا
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير أمس الخميس، إن الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات يعتد بها على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب بدولة النيجر.
وأضافت للصحافيين في إفادة أن واشنطن تحث المواطنين الأميركيين في النيجر على توخي الحذر.
وكان متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة قد قال أمس الخميس إن واشنطن تدعم قيام مجلس الأمن بإجراءات لخفض التصعيد في النيجر، وذلك بعد الانقلاب الذي أعلنه عسكريون في البلاد.
لكن رغم الحديث الأميركي فقد نشرت "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي"، التي تعتبرها الولايات المتحدة واجهة لمجموعة فاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى، تسجيلاً صوتيًا نسبته لزعيمها يفغيني بريغوجين مساء الخميس، يؤكد فيه أن محاولة الانقلاب في النيجر "كفاح ضد المستعمرين".
ووفقًا لوكالة "فرانس برس" التي لم تتأكد من صحة التسجيل، يمكن التعرف من خلال المقطع المنشور على تيليغرام على صوت بريغوجين ونبرته. ومنذ 26 يونيو/ حزيران بعد محاولة تمرده الفاشلة في روسيا، لم يصدر رئيس فاغنر أي إعلان رسمي على حسابات منظمته.
"كفاح ضد المستعمرين"
وجاء في التسجيل الصوتي المنسوب لبريغوجين أن "ما حدث في النيجر ليس سوى كفاح شعب النيجر ضد المستعمرين الذين يحاولون فرض نمط حياتهم عليهم".
وقال: "بهدف إبقاء (الشعوب الإفريقية) تحت سيطرتهم، يملأ المستعمرون السابقون هذه البلدان بالإرهابيين وبعصابات مسلحة مختلفة، ويتسببون هم أنفسهم بأزمة أمنية ضخمة".
وأورد أنّ "المستعمرين السابقين" أرسلوا بعثات عسكرية تضم "عشرات الآلاف من الجنود غير القادرين على الدفاع عن سكان دول ذات سيادة".
وقال بريغوجين: "الشعب يعاني. ومن هنا يأتي الحب لشركة فاغنر الخاصة، ولكفاءة فاغنر، لأن ألف مقاتل من فاغنر قادرون على فرض النظام والقضاء على الإرهابيين".
ومنذ مساء الأربعاء، يحتجز عسكريون انقلابيون رئيس النيجر محمد بازوم، وهو حليف وثيق لفرنسا في هذا البلد الذي يشكل المحور الأخير لقوات مكافحة الإرهاب الفرنسية في منطقة الساحل.
وتعد النيجر واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل، بينما تحول اثنان من جيرانها هما مالي وبوركينا فاسو، بقيادة عسكريين انقلابيين، إلى شركاء آخرين من بينهم روسيا.