اعتذر الموزع الياباني لفيلم "باربي" عن مشاركة الشركة الأم الأميركية في حركة تسويق للفيلم الناجح عبر جمع صور لانفجارات نووية من فيلم "أوبنهايمر" مع لقطات من "باربي"، على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد تزامن عرض الفيلمَيْن في دور السينما العالمية يوم 21 يوليو/ تموز وحققا نجاحًا واسعًا، الأول عن "باربي" الدمية الوردية، والآخر عن "أوبنهايمر" مخترع القنبلة الذرية التي استخدمها الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية.
وقتلت القنبلتان النوويتان حينها، أكثر من 200 ألف شخص في هيروشيما وناعازاكي، ودمرت المدينتين الرئيسيتين في اليابان.
"باربينهايمر"
وأدى نجاح الفيلمين إلى انتشار صور تجمع بين العملين، مثل رسم يظهر الممثلة التي جسدت دور "باربي" إلى جانب "أوبنهايمر"، بخلفية سحابة ناتجة عن انفجار.
وبرزت صورة أخرى تظهر "باربي" وحبيبها يقودان سيارة وخلفهما ضباب برتقالي ناتج عن انفجار نووي.
وأطلق على هذه الحملة الترويجية الرقمية اسم "باربينهايمر"، حيث أعيد نشر الوسم أكثر من 100 ألف مرة.
وأثار تفاعل "وارنر براذرز" مع الحملة انتقادات في اليابان، لما وصفه كثيرون بالاستخفاف بهجمات القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي.
فقد روجت "وارنر براذرز" في البداية لهذه الصور التي نشرها المعجبون، عبر إبداء الإعجاب بها والتعليق عليها، ما أثار غضب اليابانيين الذين يستعدون لإحياء الذكرى الـ 78 لقصف هيروشيما وناغاساكي بقنبلتين ذريتين.
اعتذار وعريضة
ودفع هذا الأمر فرع "وارنر براذرز" في اليابان إلى إصدار اعتذار علني نادر عن الشركة الأم، قال فيها الموزع الياباني: "نأسف لمشاركة وسائل التواصل للصور، ونقدّم اعتذارًا صادقًا".
توازيًا، جمعت عريضة "تشينج دوت أورغ" في اليابان أكثر من 16 ألف توقيع على مدار يومين حتى اليوم الخميس، تطالب شركة "وارنر براذرز"، وشركة يونيفرسال بيكتشرز التي أنتجت "أوبنهايمر"، بوقف استخدام وسم "باربنهايمر".
كما كتبت ميتسوكي تاكاهاتا التي أدت صوت "باربي" في النسخة اليابانية المدبلجة، في منشور على إنستغرام أمس الأربعاء، أنها شعرت بالاستياء عندما علمت بتلك المنشورات وفكرت في الانسحاب من حدث ترويجي في طوكيو قبل افتتاح عرض الفيلم في 11 أغسطس/ آب.
غضب ياباني من فيلم "باربي" قبل أيام من عرضه.. ما القصة؟#اليابان pic.twitter.com/4jZzFYlHR3
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 2, 2023
جدل "أوبنهايمر"
في المقابل، لم يُعلن في اليابان بعد عن موعد لعرض فيلم "أوبنهايمر" الذي يؤرخ لصنع القنبلة الذرية، وتعرض لانتقادات لاذعة رغم نجاحه الباهر.
فقد اتهم بعض النقاد المخرج كريستوفر نولان، بمحاولة إثارة التعاطف بشكل لا إرادي مع البطل، الذي صوّر كبطلٍ مأساوي يعيش صراعًا داخليًا مليئًا بالتناقضات.
كما أن الفيلم لم يقدم اعتذارًا عن القنبلة النووية التي طورتها أميركا، ولم يعرض ولو مشهدًا واحدًا لضحايا انفجاري هيروشيما وناغازاكي في اليابان.