الخميس 21 نوفمبر / November 2024

بايدن دعا إلى محاكمة بوتين بارتكاب جرائم حرب.. هل بالإمكان ذلك؟

بايدن دعا إلى محاكمة بوتين بارتكاب جرائم حرب.. هل بالإمكان ذلك؟

شارك القصة

"العربي" يتابع عبر شبكة مراسليه آخر التطورات في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
بينما تنفي روسيا ما يُساق ضدها من اتهامهات وتصفها بـ"الملفقة"، دعا الرئيس الأميركي إلى محاكمة نظيره الروسي بارتكاب جرائم حرب، فهل بالإمكان ذلك؟

دمار ومقابر جماعية وجثث متناثرة، اتهامات تلاحق روسيا بارتكاب جرائم حرب في بلدة بوتشا شمالي غرب العاصمة الأوكرانية كييف.

ذاك ما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير عمّا وصفته بفظائع القوات الروسية في بوتشا، عقب انسحابها من المناطق المحيطة بالعاصمة كييف.

ووفقًا للتقرير، فقد تم العثور على 280 جثة في مقابر جماعية في البلدة التي سُدّت شوارعها بدبابات ومركبات عسكرية روسية متفحمة.

كما وثّق صحافيون تناثر جثة في كل مكان بينهم جثة شخص مقيّد اليدين وجواز سفره الأوكراني مفتوح بجانبه، فيما عُثر على جثة المصور الأوكراني المفقود ماكسيم لافارن في قرية مجاورة.

وكذلك تواجه القوات الروسية اتهامات باستخدام الأطفال دروعًا بشرية وتفخيخ المنازل والجثث قبل انسحابها.

وفيما اعتبر رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن أن الجرائم لا ترقى في نظره إلى "إبادة جماعية"، دعا إلى محاكمة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب.

بدورها روسيا تواصل إنكار الاتهامات التي تصفها بـ"الملفقة"، وأصرّت وزارة دفاعها على أن أحدًا من المدنيين لم يواجه أي عمل عنيف من قبل الجيش الروسي.

عن إمكانية محاكمة بوتين التي وصفتها بأنها "لن تكون سهلة على الإطلاق"، والآليات المتبعة في ضوء تاريخ المحاكمات والوقائع القائمة، قدّمت "الغارديان" إجابات عن أسئلة ذات صلة.

ما هي جرائم الحرب؟ 

تُعرّف المحكمة الجنائية الدولية، وهي أول محكمة جرائم حرب دائمة في العالم، جرائم الحرب على أنها "خروق جسيمة" لاتفاقيات جنيف؛ التي تُعد مجموعة من القوانين الإنسانية الواجب مراعاتها في الحرب.

وقد اعتبر جوناثان هافيتز، الباحث في القانون الجنائي الدولي والأمن القومي في كلية الحقوق بجامعة سيتون هول، في حديث لوكالة "رويترز"، أن إعدام المدنيين كما زُعم في بوتشا كان "جريمة حرب جوهرية".

كيف تُبنى قضية تشير إلى جرائم حرب؟

في حديث للصحافيين، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى أربعة مصادر؛ معلومات الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك من أجهزة المخابرات، وما شاهده الأوكرانيون أنفسهم على الأرض، والمنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، والمقابلات من وسائل الإعلام العالمية المستقلة.

وعما إذا كان بالإمكان تحميل بوتين شخصيًا مسؤولية ما "فعلته" قواته، تشير "الغارديان" إلى أن بإمكان الادعاء أن يجادل بأن بوتين ودائرته المقرّبة ارتكبوا جريمة حرب عبر الأمر المباشر بهجوم غير قانوني، أو علمهم بارتكاب جرائم وفشلوا في منعها.

وفيما تقول أنه قد يكون من الصعب إثبات هذه الحالة بمعزل عن غيرها، تشرح أنها تصبح أكثر إقناعًا إن كانت تتناسب مع نمط أوسع في جميع أنحاء أوكرانيا. 

في هذا الصدد، يعلّق فيليب ساندز، الأستاذ في جامعة كلية لندن في حديثه لوكالة "أسوشيتيد برس"، بالقول: "عليك إثبات أنهم عرفوا أو كان من الممكن أن يعرفوا أو كان ينبغي عليهم أن يعرفوا". 

وتوقف عند "خطر حقيقي" بأن ينتهي الأمر بمحاكمات لأشخاص متوسطي المستوى في غضون ثلاث سنوات، فيما يفلت من الأمر الأشخاص الرئيسين المسؤولين عن هذا الرعب؛ بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ووزير الدفاع، ورجال المخابرات، والقادة العسكريين، وكذلك الممولين الداعمين.

من يجري مثل هذه المحاكمة؟

أنشئت المحكمة الجنائية الدولية قبل عقدين من الزمن لمحاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. غير أن الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوكرانيا ليسوا أعضاء فيها.

وفي فبراير/ شباط الماضي، كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنه فتح تحقيقًا في جرائم حرب ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا. ورغم أن أوكرانيا ليست من الدول الموقعة، إلا أنها كانت قد وافقت على تحقيق يعود إلى عام 2013، يتضمن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وإذا ما تمكن المدعون من إظهار "أسباب معقولة" للاعتقاد بارتكاب جرائم حرب، ستصدر هذه المحكمة أوامر توقيف. ومع ذلك تبقى فرصة امتثال روسيا ضئيلة، والمحكمة لا تستطيع محاكمة أي شخص غيابيًا.

يُذكر أن رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترمب كان قد أخبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق، أن ليس للمحكمة الجنائية الدولية ـ في ما يخص بلاده ـ اختصاص ولا شرعية ولا سلطة. كما أعلنت إدارته أن واشنطن ستفرض حظر تأشيرات على مسؤولي المحكمة المشاركين في تحقيقها المحتمل مع الأميركيين في جرائم مزعومة في أفغانستان. 

بدوره سوليفان كان قد تحدث عن "آليات أخرى" أيضًا إلى جانب الجنائية الدولية.

ما هي البدائل؟

إن بدت الأمم المتحدة نقطة انطلاق واضحة، تبقى عضوية روسيا الدائمة إحدى "المشكلات" المتعلقة بالمرور عبر مجلس الأمن، وفق "الغارديان". وسوليفان اعتبر أنه سيكون من الصعب تخيّل أن الروس "لن يحاولوا ممارسة حق النقض لمنع شيء ما".

وقد يكون الخيار الآخر محكمة خاصة من تنظيم مجموعة من البلدان، على غرار المحاكم التي تم إنشاؤها لمحاكمة جرائم الحرب التي ارتُكبت خلال حروب البلقان أوائل التسعينيات والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

كم من الوقت ستستغرق الدعوى القضائية؟

قد يطول الأمر إلى سنوات. فالمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وجهت لائحة اتهام ضد سلوبودان ميلوسيفيتش عام 1999، ثم احتجزته عام 2001. وبدأت محاكمته عام 2002، وكانت مستمرة عندما توفي في لاهاي عام 2006.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات