أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي توسّطت بلاده لعامين بين لبنان وإسرائيل، إبرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية "رسميًا" بين الجانبين واتخاذ الخطوات النهائية الخميس لدخوله حیز التنفیذ.
وقال بايدن في بيان "فخور بأن أھنئ إسرائیل ولبنان على إبرام اتفاقھما رسمیًا من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده".
ولفت إلى أن الطرفين اتخذا "الیوم في الناقورة، لبنان الخطوات النھائیة لدخول الاتفاق حیز التنفیذ، وتم تقدیم الأوراق النھائیة إلى الأمم المتحدة بحضور الولایات المتحدة".
بدوره، الوسيط الأميركي في ملف الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين أعرب عن أمله في أن تكون الاتفاقية نقطة تحول للاقتصاد اللبناني.
وأكد أن الاتفاق سيمنح لبنان فسحة للتطوير والاكتشاف، مشيرًا إلى أن عائدات هذه الاكتشافات ستكون للبنان وحده.
ولفت إلى أن واشنطن ستكون ضامنًا لهذا الاتفاق في حال خرقه أو نشوب أي نزاع بين الجانبين.
وزير الطاقة اللبناني للتلفزيون العربي: اتفاق ترسيم الحدود إنجاز تاريخي يضع #لبنان في مسار الدول المنتجة للغاز، حققنا من خلاله شروطنا كاملة ولم نتنازل عن أي شبر من حدودنا البحرية pic.twitter.com/toeTpnSZYk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 27, 2022
وفي وقت سابق اليوم الخميس، وقع الرئيس اللبناني ميشال عون على الرسالة الأميركية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
ونفى وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في حديثه لـ"العربي"، تقديم أي تنازلات في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
وبينما وصف الاتفاق بـ "التاريخي وأنه ليس شكلًا من أشكال التطبيع"، أكد أنه وضع بلاده في قائمة منتجي الغاز الطبيعي.
حزب الله يرحب بالاتفاق
بدوره الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، رأى أن "ما حصل هو انتصار كبير للبنان".
وشدد على أن ما تم توقيعه مع إسرائيل ليس معاهدة، وإنما هو اتفاق على ترسيم الحدود البحرية، مؤكدًا أن الحديث عن التطبيع والاعتراف بإسرائيل لا صحة له.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد قد اعتبر أن لبنان اعترف بدولة إسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق على ترسيم حدوده البحرية.
وقال في مستهل اجتماع لمجلس الوزراء الذي صادق على الاتفاقية، إنها تضمن لتل أبيب الحصول على أرباح من حقل قانا تصل إلى 17%.
"إجراء تقني لا أبعاد سياسية له"
ومن الناقورة في جنوب لبنان، أشار مراسل "العربي" محمد شبارو إلى "قرار لبناني حاسم على اعتبار ما حصل اليوم إجراءً تقنيًا لا أبعاد سياسية له، ولا يتعارض مع سياسات لبنان الخارجية".
وقال إن التصريح جاء على لسان رئيس الجمهورية ميشال عون بعد دقائق من الموقف الإسرائيلي، الذي اعتبر ما يحصل اليوم اعترافًا لبنانيًا بإسرائيل.
ولفت إلى وصف نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب ما يحصل اليوم بأنه تسليم رسالة لبنانية للوسيط الأميركي تشير إلى موافقة لبنان على الإجراءات التي اقترحها هوكشتاين.
كما تحدث عن عدم استعمال الحكومة اللبنانية تعابير من نوع توقيع اتفاقية وتبادل للرسائل، وقولها إن لا تبادل بين لبنان وإسرائيل ولا اعتراف لبناني بإسرائيل.
وأفاد بأن الوفد اللبناني الذي أُرسل إلى الناقورة تقني عسكري مدني، ولا يضم أي وجوه سياسية دبلوماسية.
ومراسلنا الذي أشار إلى تطور تمثل بخرق زورق إسرائيلي لخط الطفافات، أوضح أن الوفد اللبناني رد على الأمر برفض الدخول إلى موقع تسليم الرسالة قبل انسحاب الزورق.
ولفت إلى تدخل أكثر من مستوى سياسي وأمني لبناني، فضلًا عن قوات اليونيفل، التي طلبت من إسرائيل سحب الزورق، ليدخل الوفد بعد سحبه إلى مقر "اليونيفيل" برفقة الوسيط الأميركي.
محاولة من لابيد لتسييس الملف
ومن رأس الناقورة، أفاد مراسل "العربي" أحمد جرادات بأن لابيد يحاول استغلال ما جرى من توقيع للاتفاقية في شأن انتخابي إسرائيلي خلال السباق الانتخابي المرتقب مطلع الشهر المقبل.
وأشار إلى أن لابيد "حاول اليوم تسييس الملف، على الرغم من أن الحديث هو فقط عن ترسيم الحدود البحرية دون البرية، التي يتنازع الطرفان على ترسيمها وعلى سير الخط الأزرق".
وبحسب مراسلنا، تنقسم الآراء في الشارع الإسرائيلي بين مؤيد ومعارض للاتفاق.
وأوضح أن أكثر من يعارضه هو رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي هاجم توقيعه منذ اللحظة الأولى، واعتبره بمثابة استسلام لحزب الله.
إلى ذلك، أشار مراسل "العربي" إلى حديث الحكومة الإسرائيلية الحالية عن فوائد للاتفاق بالإضافة إلى تلك السياسية؛ فوائد اقتصادية وأخرى أمنية أهمها استمرار خط العوامات، الذي فرضته إسرائيل بالقوة بعد انسحابها من لبنان عام 2000.