الخميس 5 Sep / September 2024

بايدن يدعو لانتخاب خلف لمكارثي.. ماذا ينتظر مجلس النواب الأميركي؟

بايدن يدعو لانتخاب خلف لمكارثي.. ماذا ينتظر مجلس النواب الأميركي؟

شارك القصة

نافذة إخبارية ترصد عزل رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي في سابقة تاريخية (الصورة: غيتي)
يبدو أن مهمة اختيار رئيس مجلس نواب دائم خلفًا لكيفن مكارثي معقدة بالنسبة للجمهوريين الذين يجتمعون الثلاثاء المقبل للاتفاق على مرشّح جديد.

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بعد عزل الجمهوري كيفن مكارثي من المنصب، في سابقة تاريخية في الولايات المتحدة تجسّد حدة الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.

وجرى تعيين الجمهوري باتريك ماك هنري رئيسًا مؤقتًا لمجلس النواب الأميركي، تمهيدًا لاختيار خلف لماكارثي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في بيان: "نظرًا إلى أنّ التحديات الملحة التي تواجه بلدنا لا تنتظر، يأمل الرئيس بأن ينتخب مجلس النواب رئيسًا له سريعًا".

وأضافت أنّ الرئيس "حريص دائمًا على العمل مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس بحسن نية، ويتطلّع للعمل مع مجلس النواب بمجرد قيامه بمسؤوليته في اختيار رئيس له".

مكارثي بعد عزله: "لست نادمًا"

وفور صدور نتيجة التصويت التي صبت لصالح عزله، اكتفى مكارثي (58 عامًا) برسم ابتسامة على وجهه وتبادل العناق والمصافحة مع عدد من النواب الجمهوريين المؤيدين له.

ومن ثم عقد مؤتمرًا صحافيًا مساء الثلاثاء أعلن فيه عدم الترشّح للمنصب مجددًا حتى وإن كان النظام الداخلي لمجلس النواب يسمح له بذلك.

كيفن مكارثي
أكد مكارثي أنّه ليس نادمًا على على الجهود التي بذلها قبل عزله من منصبه - غيتي

وقال: "خاطرت لمنع إغلاق الحكومة من أجل الشعب الأميركي، ولا ألوم أحدًا على إقصائي وحصلت على فرصتي وراضٍ عن نفسي".

وأضاف: "عملت مع الطرف الآخر حتى أحافظ على مضي الأمة قدمًا. لم أرد أن أقدم مصلحتي على مصلحة الأمة، ولست نادمًا على الجهود التي بذلتها قبل عزلي من منصبي".

"مهمة اختيار بديل لكيفن مكارثي معقّدة"

لكنّ مهمة اختيار رئيس مجلس نواب دائم تبدو معقدة بالنسبة إلى الجمهوريين الذين يجتمعون الثلاثاء المقبل أي بعد أسبوع، للاتفاق على مرشّح جديد على أن يتمّ التصويت لانتخابه في اليوم التالي.

وأفاد مراسل "العربي" في واشنطن بأنّ خلو منصب رئيس مجلس النواب الأميركي بسبب العزل هو سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، وبالتالي فإن أعضاء مجلس النواب يبحثون في النصوص القانونية التي يجب اتباعها في هذه الحالة.

وأضاف مراسلنا أن وظيفة ماك هنري الأساسية الآن هي التمهيد لاختيار بديل لرئيس مجلس النواب المعزول، أكثر من المضي بالنظر في إجراءات القوانين.

وأكد مراسل "العربي" أنّ النظر في القوانين وميزانية الإنفاق الحكومي والخروج من تهديدات الإنفاق عوامل تتطلّب وجود رئيس مجلس نواب دائم لا بديل.

عُيّن الجمهوري باتريك ماك هنري رئيسًا مؤقتًا لمجلس النواب الأميركي
عُيّن الجمهوري باتريك ماك هنري رئيسًا مؤقتًا لمجلس النواب الأميركي- غيتي

ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّه لا يوجد أي شخص يبدو مستعدًا أو قادرًا على تولي منصب رئيس المجلس، مضيفة أنّ اسم ماك هنري سُحب من القائمة السرية التي وضعها مكارثي عندما أصبح رئيسًا للمجلس، في حال أصبح منصبه شاغرًا.

وأوضحت الصحيفة أنّ ماك هنري قد يحتفظ بالمنصب لساعات أو أيام أو أشهر، حتى يتمكّن الجمهوريون من تقديم مرشّح آخر لمنصب رئيس مجلس النواب، خاصة مع إعلان مكارثي عدم نيته الترشح للمنصب مرة أخرى.

وأشارت إلى أنّ انتخاب مكارثي احتاج إلى أربعة أيام من التصويت في يناير/ كانون الثاني الماضي.

سيناريوهات الخروج من الفوضى

ورأت الصحيفة أنّ النائب الجمهوري مات غايتس الذي قدّم المذكرة التي تعلن "شغور منصب رئيس مجلس النواب"، ليس مرشحًا محتملًا أيضًا، لأنّ أغلبية الجمهوريين في مجلس النواب يكرهونه بشدة لدرجة أنهم لم يسمحوا له بالتحدث باسم الجانب الجمهوري في غرفة المجلس خلال اجتماع الثلاثاء المقبل.

وحول سلطات ماك هنري، أوضحت الصحيفة أنّ الأمور غير واضحة حتى الآن، كون هذا الموقف لم يحدث من قبل، وبالتالي فإن كل ما يحدث غير مسبوق.

وبينما يعتقد بعض الخبراء أنّ مجلس النواب قد يُقرّ بعض التشريعات التي يراها الدستور "ضرورية ومناسبة"، يبدو أنّ معظم الأمور الأخرى ستظلّ معلّقة حتى انتخاب رئيس مجلس نواب دائم.

وحول سيناريوهات الخروج من الفوضى، رجّحت الصحيفة أنّ يختار الجمهوريون العمل مع الديمقراطيين وبناء تحالف وسط، لكنّها في الوقت نفسه رأت أنّ انتخاب ديمقراطي رئيسًا لمجلس النواب يتطلّب انضمام الجمهوريين المعتدلين إلى الديمقراطيين، ولا يبدو أن هناك إرادة سياسية لتحقيق ذلك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close