كشف نادي الأسير الفلسطيني اليوم الثلاثاء أن بعض المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة بترت أطرافهم دون تخدير.
ومنذ أن اجتاح القطاع اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، أفرج لاحقًا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولًا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء.
حقائق صادمة عن معتقلي غزة
وأوضح نادي الأسير في بيان لاستعراض أبرز الحقائق عن قضية معتقلي غزة، أن بعض من بترت أطرافهم، بترت بسبب عمليات التقييد المستمرة.
وأشار إلى أن الاحتلال يبقي المعتقلين مقيدين لمدة 24 ساعة ومعصوبي الأعين، كما يتعرضون على مدار الوقت لعمليات ضرب بكافة الوسائل والأدوات ومنها الهراوات والكلاب البوليسية.
ولفت إلى أن الاحتلال يمارس بحقهم جريمة التجويع، وإذلالهم بشتى الوسائل والأدوات وشتمهم طوال الوقت وإجبارهم على التلفظ بألفاظ للمساس بكرامتهم وإذلالهم إلى جانب الترهيب والتهديد.
وأضاف نادي الأسير، أن الاحتلال يمنع المعتقلين من التواصل فيما بينهم حتى أصبحوا يتحدثون مع أنفسهم، ومن يحاول الحديث مع آخر يتعرض للتنكيل والعقاب، كما نفذ بحقهم اعتداءات جنسية ومنهم من تعرض للاغتصاب.
وأردف، أن المعتقلين يستخدمون أحذيتهم كمخدات للنوم، كما أنهم محرمون من الصلاة أو أداء أي شعائر دينية. وفي المعسكرات، دقيقة واحدة هو الوقت المتاح للمعتقل للاستحمام واستخدام دورة المياه.
شهادات صادمة عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين
وجاءت هذه الشهادات بعد تمكن عدد من المحامين من إتمام زيارات محدودة لعدد من معتقلي غزة، منها زيارات لمعسكر "سديه تيمان" الذي شكل عنوانًا بارزًا لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة، إضافة إلى ما حملته روايات معتقلين وآخرين مفرج عنهم عن اغتصابات واعتداءات جنسية.
وجاءت هذه الزيارات بعد عدد من التقارير والتحقيقات الصحفية التي كشفت جانبًا عن عمليات التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في المعسكر، مع العلم أن هذا المعسكر ليس المكان الوحيد الذي يحتجز فيه معتقلو غزة، فالاحتلال وزّعهم على عدة سجون مركزية، ونفذ بحقهم عمليات تعذيب ممنهجة، توازي عمليات التعذيب في معسكر "سدي تيمان"، حسب بيان نادي الأسير.
وفي سياق متصل، اعتبر نادي الأسير أن التحريض على مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية عقب الإفراج عنه أمر بالغ الخطورة، ودليل جديد على قرار الاحتلال اعتبار الطواقم الطبية هدفًا مركزيًا.
وأضاف: "شكلت عمليات الاعتقال الممنهجة بحقّ الكوادر الطبيّة، أبرز السياسات التي اتبعها الاحتلال خلال العدوان، إلى جانب عمليات الاغتيال، علمًا بأنّه خلال الحرب استشهد الطبيب عدنان البرش في سجون الاحتلال، كما كشف إعلام الاحتلال عن استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي، مع الإشارة إلى أنه لم يتم تبليغ أي جهة فلسطينية بشكل رسمي عن استشهاده حتى اليوم".
وتابع: "تعمد الاحتلال حرمان معتقلي غزة الذين انتهت محكومياتهم من الإفراج عنهم، حتى تم الإفراج يوم أمس عن عدد منهم، من أبرزهم الأسير يوسف مقداد، ونائل النجار، ومحمد الصوفي، ووليد أبو عيد".
استشهاد عشرات المعتقلين
وأشار نادي الأسير إلى أن روايات وشهادات معتقلي غزة شكّلت تحولًا بارزًا في مستوى توحش منظومة الاحتلال والتي عكست مستوى -غير مسبوق- لجرائم التّعذيب، وعمليات التّنكيل وجريمة التّجويع، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، التي أدت بمجملها إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، هذا عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين.
وأضاف: "علمًا بأن المؤسسات المختصة أعلنت فقط عن ستة شهداء وهم من بين 18 معتقلًا استشهدوا منذ بدء العدوان على غزة، وكان من بينهم الطبيب عدنان البرش، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسجون".
وأردف، أن قضية الشهداء المعتقلين شكلت منذ بدء حرب الإبادة أحد أبرز التّحولات في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، فقد سُجل أعلى عدد بين صفوفهم منذ تاريخ الحركة الأسيرة بحسب البيانات والمعطيات المتوفرة لدى المؤسسات، وكان العدد الأكبر من معتقلي غزة.
وأوضح، أنه ما تزال آلاف العائلات لا تعلم أي شيء عن مصير أبنائها المعتقلين، خاصة أنّ الاحتلال عمل منذ بدء الحرب على تطويع قوانين لترسيخ هذه الجريمة.
وأكد نادي الأسير أنه يبذل مع عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، ومؤسسات داخل الخط الأخضر، جهودًا في ضوء بعض التعديلات القانونية التي طرأت على اللوائح الخاصة بمعتقلي غزة، من أجل معرفة أماكن احتجازهم، والسعي لاحقًا من أجل زيارتهم، إلا أنّ تلك المحاولات تتم حتى تحت قيود مشددة وصعوبات كبيرة.
وارتفعت حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر، إلى نحو 9490، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، حسب نادي الأسير.