تطور شركة الأدوية الأميركية "موديرنا" حقنة تعتمد تقنية "أم آر أن آي" الحمض النووي الريبي المرسال توضع مباشرة في قلوب مرضى النوبات القلبية وقصور القلب.
ويستخدم "اللقاح'' نفس التكنولوجيا التي يستخدمها لقاح كوفيد-19 الذي طوّرته الشركة. وهو مصمم للأشخاص بعد أسابيع أو أشهر من إصابتهم بنوبة قلبية لمساعدتهم على التعافي.
محفز لإنتاج الـ"ريلاكسين"
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، تعمل التركيبة عن طريق توجيه خلايا قلب الإنسان لتوليد هرمون معروف بتحسين تدفق الدم، والمساعدة في استعادة عضلات القلب التالفة.
يقوم الحمض النووي، المخزن في نواة الخلية، بترميز المعلومات الجينية لصنع البروتينات أو الهرمونات.
وينقل الحمض النووي الريبي المرسال نسخة من هذه المعلومات الجينية خارج النواة، إلى سيتوبلازم الخلية، حيث يمكن تحويلها إلى بروتينات وهرمونات.
وقالت موديرنا: "إن المرسال الاصطناعي يرمز إلى ريلاكسين، وهو هرمون يُنتج بشكل طبيعي ومن المعروف أنه يسبب تغيرات في تدفق الدم والتي من المحتمل أن تكون مفيدة لمرضى قصور القلب".
المرحلة الأولى من التجارب
وأعلنت الشركة المصنعة للأدوية هذا الأسبوع أن المرضى الأوائل تلقوا الحقنة في المرحلة الأولى من التجارب السريرية.
وستحدد التجربة مدى أمان الحقنة وقدرة المرضى على تحملها، بالإضافة إلى إتقان مقدار الجرعة وتكرارها.
تظهر نتيجة التوتر أو الإحباط.. تعرفوا إلى متلازمة القلب المنكسر 👇#شبابيك pic.twitter.com/RFjuj80lj4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 25, 2022
وتحدث النوبات القلبية عندما يكون هناك نقص في إمداد القلب بالدم ، بينما يحدث قصور القلب عندما يكون القلب غير قادر على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بكفاءة.
قصور القلب
وتتنوع أسباب حدوث قصور القلب ومنها ارتفاع ضغط الدم، الذي لم يتم علاجه بشكل كاف، وأمراض القلب التاجية، ووجود عيب خلقي أو التهاب في عضلة القلب.
وبحسب مؤسسة القلب الألمانية، فإن أعراض قصور القلب تشمل آلام الصدر وضيق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب واحتباس الماء في الساقين وعدم القدرة على بذل مجهود والتعب السريع والسعال الليلي.
كما اعتبرت أن فقدان الشهية والوزن بشكل مفاجئ ونوبات الدوار وزيادة معدلات التبول علامات على الإصابة بقصور القلب.
مرض يصيب كبار السن
وكان الأخصائي في جراحة القلب والصدر عامر شيخوني قد شرح في حديث سابق إلى "العربي" أن القلب هو المضخة الأساسية التي تقوم بتدوير الدم في الجسم، وعندما لا تقوم هذه المضخة بعملها كما يجب لأسباب كثيرة، فإن ذلك يؤثر على الدورة الدموية الضرورية لحيوية ونشاط ووظائف جميع الأعضاء وخلايا الجسم.
وأوضح شيخوني أنه من النادر أن يصاب الشباب في أعمار مبكرة بقصور القلب، إلا إذا كانت هناك بعض المشكلات الخلقية كثقب في القلب أو ضيق الصمام الولادي، وأمراض الغدة الدرقية، لافتًا إلى أن هذا المرض يصيب كبار السن أكثر.
وحول العلاجات المتوفرة، أشار شيخوني إلى أنها تبدأ من حمية قليلة الملح، وممارسة المشي، وتناول الطعام الصحي، وتجنب التدخين، والحصول على الأدوية المساعدة كالمدرات البولية وأدوية تنظيم دقات القلب وأدوية تساعد على تحسين الحمل الموجود على القلب.
كما يمكن تركيب البطاريات التي تنسق عمل عضلة القلب عن طريق جراحة بسيطة، ما يحسن من ضح الدم.
وتحدث الشيخوني عن وجود أدوية تُعطى للحالات الشديدة عن طريق الوريد. كما يمكن تركيب مضخات ميكانيكية تساعد القلب الأيسر أو الأيمن أو القلب كله. وفي أصعب الحالات يكمن الحل في زراعة القلب، بحسب المتخصص.