أعلن وزير التربية والتعليم الفرنسي غابرييل أتال أمس الأحد، أنه سيُحظر على الطالبات المسلمات "ارتداء العباءة" في المدارس الحكومية، بحجّة أنّ هذا اللباس ينتهك القوانين العلمانيّة الصارمة التي تفرضها بلاده في مجال التعليم.
وجاء قرار أتال قبيل بدء العام الدراسي الجديد في فرنسا، وبعدما دفع اليمين واليمين المتطرّف في البلاد باتّجاه تبنّي هذا الحظر، بينما اعتبر اليسار من جهته أنّه اعتداء على الحرّيات المدنيّة.
تطبيق الحظر الجديد
في التفاصيل، ولدى سؤال الوزير عن المسألة التي تثير جدلًا منذ أشهر قال أتال في تصريح لقناة "تي إف 1": "لم يعد ممكنًا ارتداء العباية في المدارس الفرنسية"، مضيفًا أنه "الأحد، عندما تدخلون الفصل الدراسي، ينبغي ألا يكون بوسعكم التعرف على ديانة الطلاب بمجرد النظر إليهم"، حسب قوله.
كما شدّد الوزير خلال تصريحاته على أنّ "العلمانيّة هي حرّية تحرير الذات من خلال المدرسة".
وكشف وزير التعليم أنه يسعى "اعتبارًا من الأسبوع المقبل"، إلى لقاء مسؤولين في المؤسّسات التعليميّة لمساعدتهم في تطبيق الحظر الجديد.
وتفرض فرنسا حظرًا صارمًا على الرموز الدينية في المدارس الحكومية، حيث ألغت القوانين التي تعود للنفوذ الكاثوليكي على التعليم الحكومي في القرن التاسع عشر، وتواجه منذ أشهر حوادث على صلة بارتداء "اللباس الإسلامي" في المدارس.
توتر متصاعد بسبب العباءات
في هذا الصدد، تتزايد التوتّرات داخل المدارس بين المعلمين وأولياء الأمور مع انتشار تقارير بأنّ العباءات يجري ارتداؤها بشكل متزايد في المراكز التعليمية.
ولا يعتبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة أن ارتداء العباءة مظهرًا دينيًا، ورغم ذلك سبق أن أشارت إليها وزارة التربية الوطنيّة على وجوب حظرها في تعميم صادر بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
فقد جاء في التعميم أنّ العباءات تعتبر على غرار غطاءات الشعر والتنانير الطويلة، ألبسة يمكن حظرها في حال تمّ ارتداؤها على نحو يُظهر بشكل علني انتماءً دينيًا". لكنّ مديري المدارس كانوا بانتظار قواعد أكثر وضوحًا بهذا الشأن مع تزايد الحوادث.
منع الحجاب في المجتمع الفرنسي
يذكر أن السلطات الفرنسية حظرت الحجاب في مدارسها عام 2004، وأقرت حظرًا على ارتداء النقاب في الأماكن العامة عام 2010 مما أثار غضب بعض أفراد الجالية الإسلامية في البلاد التي تضم نحو خمسة ملايين نسمة.
كما قضت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي عام 2021 بمنح أصحاب العمل الحق في منع الموظفين من ارتداء الحجاب في مواقع العمل.
هذا وأعلن مجلس الدولة الفرنسي أواخر يونيو/ حزيران الماضي تأييد قرار حظر ارتداء لاعبات كرة القدم الحجاب، ضمن إطار قضية أثارت احتجاجات من الطبقة السياسية ودعوات إلى تشريع موضوع الرموز الدينية في الرياضة.