الخميس 19 Sep / September 2024

بديل "الاقتصاد الكلاسيكي".. لماذا تتجه رؤوس الأموال نحو قطاع الرياضة؟

بديل "الاقتصاد الكلاسيكي".. لماذا تتجه رؤوس الأموال نحو قطاع الرياضة؟

شارك القصة

نافذة اقتصادية لـ"العربي" تبحث في دلالات توجه الاستثمارات نحو الأندية الرياضية (الصورة: رويترز)
تمكّن أكبر 20 ناديًا أوروبيًا الموسم الماضي من جني إيرادات بلغت نحو 9.8 مليارات دولار بفضل عائدات البث والتسويق وتذاكر المباريات.

طرق قطاع الأعمال باب الاستثمار في الرياضة الذي أضحى ينافس الأنشطة الصناعية والخدماتية في تحقيق العائدات، وهو أمر تجلى في منافسةٍ على شراء نادي "مانشستر يونايتد" الإنكليزي، وقبله نادي "تشلسي".

فبفضل إيرادات حقوق البث التلفزيوني وعقود الرعاية والتسويق، أصبحت أندية رياضية كثيرة مقصدًا لرأس المال الباحث عن زيادة عوائده، التي تجنى كذلك من الحضور الجماهيري، والجوائز المادية المترتبة على حصد الألقاب المحلية والقارية.

فتح باب الاستثمار

وفتح التنافس على شراء "مانشستر يونايتد" الباب على جدول الاستثمار في قطاع الرياضة، خصوصًا وأن المبالغ التي ستدفع في سبيل تملك الشياطين الحمر تضاهي موازنات بعض الدول أحيانًا، إذ يتوقّع أن يباع النادي الإنكليزي بمبلغ يصل إلى 7 مليارات دولار أي ما يضاهي موازنة السنغال في عام كامل.

وبرهنت التجربة، قدرة أصحاب رؤوس الأموال على توليد عوائد في الأندية الرياضية حيث تمكن "مانشستر سيتي" المملوك من قبل أبو ظبي في الموسم الماضي، من جني إيرادات قدرها 790 مليون دولار، بينما استقبلت خزائن "باريس سان جيرمان" العائدة ملكيته للقطريين قرابة 706 ملايين دولار.

عقود الرعاية

وهذا ينطبق أيضًا على مساهمات الأميركيين في "أرسنال" و"ليفربول" "ومان يونايتد"، فيما تأبى أندية أخرى مملوكة للجماهير خوض هذه التجربة حيث احتفظت أندية "بايرن ميونخ" و"ريال مدريد" و"برشلونة" بهويته البعيدة عن سطوة رأس المال.

لكن هذه الأندية تحتاج كذلك لتسيير شؤونها، فنجحت في إبرام عقود رعاية مع كبرى شركات التجهيز الرياضية من قبيل "أديداس" و"نايك"، كما أفلحت في اجتذاب أبرز الرعاة العالميين الذين لا يقتصرون على "سبوتيفاي"، وطيران الإمارات، والاتصالات الألمانية.

وخلال الموسم الماضي، تمكّن أكبر 20 ناديًا أوروبيًا من جمع إيرادات بلغت نحو 9.8 مليارات دولار، بنمو نسبته 13% مقارنةً بسابقه وهي قيمة قد تزيد بالانتقال إلى دوري كرة السلة الأميركية الـNBA، وهي اللعبة ذات الحضور التسويقي الطاغي لدى صاحبة أكبر اقتصاد في العالم.

ليجد رأس المال الباحث عن العوائد في الرياضة ضالته، بنمو استثماري مرشّح للتزايد في قادم الأشهر والسنوات طالما يظهر قدرته على خلق العوائد.

الملاذ البديل عن "الاقتصاد الكلاسيكي"

متابعةً لهذا الملف، يلفت رائد المصري أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية أن هذا الموضوع يرتبط بتنويع استثمارات دول الخليج العربي، التي تبحث عن استثمارات بعيدة عن الاقتصاد الكلاسيكي المتعلق بالنفط والغاز.

وبالتالي يعتبر أصحاب رؤوس الأموال أن هذه الاستثمارات لها عدّة أهداف منها اقتصادي تسويقي، وسياحي اجتماعي، وعلى رأسها الأهداف الربحية، والنوادي الرياضية الأوروبية تقدم هذا التحفيز وفق المصري.

ويوضح أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية من لوسيل: "كل هذه الأمور يعتبرها رأس المال الخليجي والعربي بشكل عام أنها حاجة ملحة له لكي يدخل عبر الشراكة مع الدول الغربية للترويج والاستثمار على أكثر من مستوى، فضلًا عن تحقيق الربح الكبير والسريع".

كما يعتقد المصري أنه فيما يتعلق بما وصفه "الاقتصاد الكلاسيكي"، وصلت دول الخليج إلى مرحلة "التخمة" من الإعمار والبنى التحتية، والاستثمارات المالية والفوائض وغيرها.

وبالتالي، تبحث من خلال الاستثمار في مضمار الرياضة عن ملاذات بديلة آمنة، ورأت في هذه الأندية ما يحقق لها ذلك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close