تمكنت الاستخبارات التركية، اليوم السبت، من القبض على مواطن يوناني يدعى "محمد أمار أمبارا"، للاشتباه في قيامه بأنشطة تجسس لصالح أثينا، في وقت يشهد فيه البلدان توترًا جديدًا.
وذكرت وكالة الأناضول، أن "أمبارا"، قبض عليه لقيامه بأنشطة تجسس في تركيا لصالح جهاز الاستخبارات اليوناني.
وذكرت مصادر أمنية، أن الاستخبارات التركية كشفت أن نظيرتها اليونانية جندت مواطنها "أمبارا" كجاسوس لها في تركيا، وفق الوكالة.
وأوضحت المصادر المذكورة، أن الجاسوس اليوناني كان يتصرف كرجل أعمال أثناء رحلاته إلى تركيا وكان يمارس أنشطة تجسس تحت ستار التجارة، قبل أن تلقي القبض عليه.
وكشفت المصادر الأمنية أن الجاسوس جمع معلومات عن القوات المسلحة التركية على الحدود، ونقلها إلى الاستخبارات اليونانية.
وبينت أنه جمع أيضًا معلومات عن السوريين في تركيا، وعن رجال أعمال مستقرين في اليونان وداعمين لتنظيم "غولن" المحظور في تركيا، بتكليف من الاستخبارات اليونانية.
توتر بين أنقرة وأثينا
وجاءت عملية القبض على "أمبارا"، في ظل دخول اليونان وتركيا في حرب كلامية متصاعدة بسبب اتهام أنقرة لأثينا بنشر قوات في جزر قرب حدودها البحرية، بأعداد تتجاوز تلك المنصوص عليها في معاهدات السلام.
وأمام ذلك رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق من لهجته التصعيدية تجاه اليونان، بإلغاء اجتماعات ثنائية مع القادة اليونانيين على النحو المنصوص عليه في اتفاق أبرم عام 2010 بين البلدين.
كما اتهمت تركيا اليونان برفض تسليمها عناصر من الجيش التركي تعتقد أنقرة أنهم اضطلعوا بدور مباشر في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وترى أنقرة في هذا الأمر انتهاكًا للقانون وللاتفاقيات الدولية، وسط تساؤلات حول سيناريوهات هذا التوتر، وإذا ما كان قد يصل إلى حد اندلاع حرب بين البلدين.
وفي الأسبوع الأول من الشهر الجاري، استدعت وزارة الخارجية التركية سفير اليونان لدى أنقرة للاحتجاج على ما وصفته بتوفير أثنيا فرصًا لجماعات "إرهابية" لممارسة أنشطتها.
وسمحت اليونان باحتجاج بالقرب من السفارة التركية في أثينا نظمه حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي منظمة "إرهابية" وتحاربه أنقرة منذ عقود داخل وخارج أراضيها.