الجمعة 28 يونيو / يونيو 2024

برلمان لبنان يلتئم لانتخاب رئيس.. أي سيناريوهات متوقعة لجلسة الأربعاء؟

تتعدد السيناريوهات المحتملة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي يعقدها البرلمان اللبناني الأربعاء - رويترز
تتعدد السيناريوهات المحتملة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي يعقدها البرلمان اللبناني الأربعاء - رويترز
برلمان لبنان يلتئم لانتخاب رئيس.. أي سيناريوهات متوقعة لجلسة الأربعاء؟
برلمان لبنان يلتئم لانتخاب رئيس.. أي سيناريوهات متوقعة لجلسة الأربعاء؟
الإثنين 12 يونيو 2023

شارك

يعقد البرلمان اللبناني جلسة بعد غد الأربعاء لانتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة هي الثانية عشرة من نوعها.

ويشير واقع الحال إلى أن لبنان، وبعد 8 أشهر من شغور المقعد الرئاسي، لا يتجه نحو مخرج آمن من دهاليز مناكفات استحقاق الرئاسة، بل على العكس من ذلك فهو ينغمس أكثر في أزمة ممتدة.

ويدور الحديث عن الخلافات التي اشتعلت أخيرًا بين قوى المعارضة وخصومها بشأن المرشحين: جهاد أزعور وسليمان فرنجية.

جهاد أزعور VS سليمان فرنجية

وأصدر أزعور، وزير المالية الأسبق الذي رشحته قوى مسيحية ونواب مستقلون وكتل أخرى، بيانًا دعا فيه إلى التعالي على الخلافات والاصطفافات والاعتبارات الضيقة، وإلى الاتحاد على هدف واحد مشترك هو إنقاذ لبنان.

جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان منافسه سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي، الترشح للرئاسية. وبينما هاجم فرنجية معارضيه بشدة، قال إنه لم يفرض نفسه على أحد، ولا مشكلة لدى فريقه بالاتفاق على مرشح وطني جامع.

إلى ذلك، أشارت كتلة المعارضة التي رشحت أزعور إلى أنها فعلت ذلك بتوافق مع التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، الحليف المقرّب من حزب الله.

كما أوضح بعض نواب الكتلة أن التوافق على أزعور قد يساعده في الحصول على الأصوات الـ65 المطلوبة لانتخابه في مجلس النواب في الجولة الثانية من الانتخابات.

بدورهما، ما انفك "الثنائي الشيعي" حزب الله وحركة أمل يرفضان أزعور ويصفانه بمرشح التحدي والمواجهة.

وبشأن إمكانية حصول أزعور على الأصوات اللازمة لإيصاله إلى قصر بعبدا، علّق الثنائي الشيعي بالقول إن لديهما خيارات دستورية كثيرة.

"لا سبب لمقاطعة الجلسة"

وتعليقًا على المشهد، يلفت النائب في البرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري، إلى أن مصطلح "معارضة" في لبنان راهنًا، يحاول فريق سياسي إطلاقه على نفسه من دون أن يكون هناك عهد أو رئيس أو حكومة.

ويتوقع في حديثه إلى "العربي" من بيروت، أن يلتئم البرلمان الأربعاء المقبل بحشد كبير من الأصوات، قائلًا إنه ما من سبب لتكون هناك مقاطعة في هذه الجلسة.

لكنه يشير إلى خشية من ألا تكون هذه الانتخابات حاسمة في دورتها الأولى، وأن يتم تطيير الدورة الثانية ضمن ما يُسمى بـ"الخيارات البرلمانية".

ويعتبر أن الجلسة الأولى ستكون لتحديد أحجام كل فريق، وتوجيه كل فريق رسائل إلى الفريق الآخر، معربًا عن أسفه لأن هذه الرسائل هي على حساب المواطن اللبناني.

أصدر جهاد أزعور بيانًا دعا فيه إلى التعالي على الخلافات والاصطفافات والاعتبارات الضيقة - رويترز
أصدر جهاد أزعور بيانًا دعا فيه إلى التعالي على الخلافات والاصطفافات والاعتبارات الضيقة - رويترز

"اتجاه لتعطيل نصاب الدورة الثانية"

من جانبه، يرى عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر أن المرجح ألا تنتهي جلسة يوم الأربعاء المقبل بتهنئة لرئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

ويقول في حديثه عبر "العربي" من بيروت، إن المتوقع أن تنتهي الجولة الأولى، ثم يُفقد النصاب، عازيًا ذلك إلى وجود فريق يتجه إلى تعطيل النصاب في الدورة الثانية.

ويضيف: "تفيد التوقعات بأن تنتهي الدورة الأولى بحصول المرشح جهاد أزعور على حوالي 65 صوتًا؛ وهي أصوات تُقدر بأزيد من النصف لكنها لا تكفي لفوزه من الدورة الأولى.

لا يبدو أنّ لبنان يتّجه نحو مخرج آمن من دهاليز مناكفات استحقاق الرئاسة، بل على العكس من ذلك فهو ينغمس أكثر في أزمة ممتدة

وبينما يشير إلى أن "المرشح سليمان فرنجية لا يُتوقع أن يحصد أكثر من 50 صوتًا في أفضل الأحوال"، يلفت إلى أن "الفريق الخاسر" أي الذي يدعم سليمان فرنجية لن يشارك في الدورة الثانية وسيحاول تعطيل النصاب.

ويؤكد الأشقر ضرورة ممارسة الديمقراطية بشكل صحيح، لافتًا إلى "تغييب العمل الديمقراطي في المجلس النيابي منذ حوالي 6 أشهر، بسبب إغلاق المجلس النيابي من قبل رئيسه الذي لم يدعُ إلى أي جلسة".

إلى ذلك، يدعو الأشقر إلى تكرار الجلسات ضمن فترات متلاحقة للوصول في نهاية المطاف إلى انتخاب رئيس للجمهورية.

هاجم سليمان فرنجية معارضيه بشدة، وقال إنه لم يفرض نفسه على أحد - حسابه على تويتر
هاجم سليمان فرنجية معارضيه بشدة، وقال إنه لم يفرض نفسه على أحد - حسابه على تويتر

"المعركة أخذت اليوم طابع التحدي"

بدوره، يؤكد الصحافي والمحلل السياسي قاسم قصير أن الجلسة المرتقبة للبرلمان "لن تستطيع حسم اختيار رئيس للجمهورية، بغض النظر عن عدد الأصوات التي سينالها كل مرشح".

ويشير في حديثه إلى "العربي" من بيروت، إلى أن الدورة الثانية لن تحصل بحسب كل التقديرات، وأن هناك حاجة إلى لقاءات وحوارات جديدة بين الأطراف، لا سيما وأن المعركة أخذت اليوم طابع التحدي أو الدفع لإسقاط مرشح وليس لإنجاح مرشح.

ويتطرق إلى ما أعلنه الكثير من مؤيدي أزعور، وفق ما يقول، "من حيث أن هدفهم ليس إيصاله إلى رئاسة الجمهورية، بل قطع الطريق أمام فرنجية".

ويقول: "من هنا أهمية وجود طرف ثالث للبحث عن خيار يستطيع أن ينال توافقًا بين كل الفرقاء".

وفيما يعرّج على تصريح فرنجية الذي أشار فيه إلى استعداده للانسحاب في حال تم التوافق على شخصية أخرى لرئاسة الجمهورية، يرى في ذلك رسالة مهمة لكل الأطراف.


للمزيد من التحليل، تناقش الحلقة المرفقة من برنامج "للخبر بقية" قضية تعمّق الانقسامات في صفوف الطبقة السياسية اللبنانية بشأن استحقاق الرئاسة، وتبحث في السيناريوهات المحتملة لجلسة البرلمان المقبلة، وما بعدها، وفي أبرز الحلول إن وُجِدت للخروج من عمق الزجاجة.
حلقة "للخبر بقية" كاملة حول التطورات المرتبطة باستحقاق الرئاسة في لبنان
المصادر:
العربي

شارك

Close