تُغطي حمم بيضاء سماء قرى الجنوب اللبناني بين الحين والآخر. فإسرائيل تمطر، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بلدات جنوبية بالقذائف الفوسفورية المحرمة دوليًا.
وقد وثّق تقرير لـ"هيومن رايتس واتش" تعرّض 17 بلدة جنوبية للفوسفور الأبيض، مخلفًا مساحات خضراء محترقة بالكامل ومواسم زراعية لم تحصد وبقيت في الأرض ميتة.
مواسم دون حصاد
يتفقد أبو هاشم أرضه على وقع القصف الإسرائيلي لبلدة شبعا، ويتحدّث بحسرة عن مواسم بقيت من دون حصاد بعد أن أفسدتها القذائف الفوسفورية.
ويقول المزارع عبدو هاشم لـ"التلفزيون العربي": "أملك أرضًا في الوادي لم أتمكن من زيارتها منذ تسعة أشهر، وثمار الكرز والخوخ والتفاح والإجاص بقيت في الأرض جرّاء القصف بالفوسفور".
كل الأشجار مستهدفة
واعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب سياسة إحراق الأراضي الزراعية، فقضى على ثروة من الأشجار المثمرة وغير المثمرة.
كما حوّل الفوسفور الأبيض بعض الأراضي إلى مساحات غير قابلة للاستثمار في منطقة يعيش معظم سكانها على الزراعة وتربية الماشية.
من جهته، يقول وزير الزراعة اللبنانية عباس الحاج حسن لـ"التلفزيون العربي"، إن "الأضرار كبيرة وتتراوح بين 6000 و6500 دنم. نصف هذه المساحة قُضي عليها بالكامل نتيجة الفوسفور الأبيض المحرم دوليًا".
ويعد 20% من الناتج القومي من الزراعة مصدره جنوب لبنان. أشجار الزيتون وحقول القمح التي أحرقتها القذائف الفوسفورية، وكذلك الأغصان التي التهمتها النيران، تتحدث عن حجم الخسائر التي تكبّدتها عائلات جنوبية كانت تنتظر حصاد الموسم لجني رزقها.