Skip to main content

برنامج عمل تقليدي.. عام على خلافة الملك تشارلز عرش والدته في بريطانيا

الإثنين 4 سبتمبر 2023

منذ تولي تشارلز الثالث مهام العرش، وبعد سنة على خلافته الملكة إليزابيث الثانية، لم تصدر عنه أي هفوة ولم يُحدث تغييرًا كبيرًا في النظام الملكي، وإن بدأ يترك بصمته على حكم يعتبر إلى حد كبير انتقاليًا قبل تتويج نجله وليام.

وعبر حداد وطني وحفل تتويج مهيب ورئيس جديد للوزراء والتزامات رسمية وفضيحة عائلية، تقلّبت السنة الأولى من حكم تشارلز الثالث البالغ من العمر 74 عامًا بين لحظات تاريخية وبرنامج عمل تقليدي بمعظمه لملك يرأس فخريًا 15 بلدًا.

وتشارلز الثالث معروف بمواقفه القوية بشأن مواضيع مثل البيئة أو الزراعة العضوية أو التعليم عندما كان أميرًا لويلز، ووصل من دون صعوبة واضحة إلى منصبه.

وقالت بولين ماكلارين الأستاذة في جامعة رويال هولواي إن "الانتقال كان أكثر سلاسة مما توقعه البعض الذين فوجئوا بأن تشارلز بدا وكأنه يتكيف بشكل جيد".

لكن من غير المرتقب تنظيم أي حفل في الذكرى الأولى لتولي تشارلز العرش وهو يقيم حاليًا في قلعة بالمورال الإسكتلندية، حيث توفيت إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر/ أيلول 2022 عن 96 عامًا، بعد حكم قياسي استمر 70 عامًا حظيت خلاله بشعبية كبرى.

الرغبة في تطوير النظام الملكي

وكان الحدث الأبرز هذه السنة هو تتويج تشارلز وكاميلا في 6 مايو/ أيار في دير ويستمنستر أمام ضيوف يمثلون تنوع البلاد، وقد أظهر الاحترام لتقليد طويل بالإضافة إلى الرغبة في تطوير نظام ملكي يعتبر قسم من البريطانيين أنه عفا عليه الزمن.

وقالت بولين ماكلارين: "ستكون هناك تغييرات صغيرة، لكنه يمهد الطريق لوليام الذي قد يكون فعليًا من سيضفي طابعًا حديثًا على الملكية".

وعلى الرغم من أنه لا يزال أقل شعبية من والدته الراحلة أو نجله وليام (41 عامًا) فإن مستوى التأييد الشعبي لتشارلز قد ارتفع.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف أن 55% من البريطانيين لديهم رأي إيجابي عنه مقابل 44% قبل سنة. وقد شاهد خطابه الأول في عيد الميلاد، وهو تقليد أساسي، 10,6 ملايين شخص وهو رقم قياسي.

وخلال رحلاته العديدة، بدا تشارلز الثالث الذي غالبًا ما ترافقه زوجته كاميلا قريبًا من الناس، خلافًا للتحفظ الذي كانت عليه الملكة إليزابيث الثانية.

وقال جوناثان سبانغلر، المؤرخ في جامعة مانشستر إنه "حتى الصور الرسمية التي نشرت، ظهرا فيها أكثر ارتياحًا، هناك قدر أكبر من الإنسانية".

وأوضحت بولين ماكلارين أنه عرف كيف يظهر "تواضعًا وودية" في فترة اقتصادية صعبة للبريطانيين الذين يواجهون أزمة كلفة المعيشة، لكنها ذكرت بحادثة القلم الذي كان يسيل الحبر منه، مشيرة إلى أنه كشف عن ملك غير صبور، وهي الثغرة الوحيدة التي شابت مسيرته حتى الآن بحسب قولها.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني في إيرلندا الشمالية، فقد الملك أعصابه بسبب تسرب الحبر من قلم قائلًا "لا أستطيع تحمل هذا الشيء اللعين"، وهو ما تم تداوله بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

حركة مناهضة مستمرة ضد الملك

لكن في المقابل، فإن الحركة المؤيدة للجمهورية تشهد زخمًا جديدًا منذ رحيل الملكة إليزابيث الثانية، وبات تشارلز يواجه في تنقلاته لافتات وهتافات مناهضة للملكية أو حتى الرشق بالبيض.

وأكدت المؤرخة آنا وايتلوك أنه حتى الآن لم يشهد عهد هذا الملك الذي لا يثير حماسة كبرى، "لحظة حاسمة".

وقالت: "هناك الكثير من المسائل التي تبقى عالقة" مثل استجابته للدعوات لتقديم اعتذارات عن الإرث الاستعماري للنظام الملكي.

ولم يقم حتى الآن سوى برحلة رسمية واحدة إلى الخارج، وتحديدًا إلى ألمانيا، فيما أرجئت زيارة الدولة التي كان يفترض أن يقوم بها إلى فرنسا في مارس/ آذار، بسبب احتجاجات حدثت في فرنسا رافضة لإصلاح نظام التقاعد.

وسيتوجه إلى هناك في نهاية سبتمبر/ أيلول قبل أن يقوم، بحسب وسائل إعلام بريطانية، بزيارة محتملة إلى إفريقيا.

واعتبر جوناثان سبانغلر أنه إذا كان لدى إليزابيث الثانية اهتمام ملحوظ بالكومنولث الذي يضم المستعمرات البريطانية السابقة، فإن تشارلز "لديه نهج أكثر عالمية، هذا تغيير مثير للاهتمام"، مشيرًا إلى التزامه في سبيل مكافحة التغير المناخي أو مساعدة اللاجئين الأوكرانيين.

وشهدت بداية حكم الملك، بعيدًا عن القضايا العالمية، فصلًا جديدًا من التوتر المتعلق بمسألة هاري وزوجته ميغان بعد نشر مذكرات ابنه الأصغر وبث فيلم وثائقي ينتقد العائلة المالكة من قبل هذين الزوجين المقيمين حاليًا في الولايات المتحدة.

وقالت بولين ماكلارين: "لقد تعامل تشارلز مع الأمر بشكل جيد. لقد اعتمد شعار الملكة: لا تفسير ولا شكوى".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة