بسبب أحداث البحر الأحمر.. أضرار بيئية لتحويل مسار سفن الشحن

زادت الانبعاثات الكربونية بفعل تحويل السفن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح عوضًا عن البحر الأحمر، وذلك خشية تعرضها لاستهداف من الحوثيين في اليمن.

وتسبب طول أمد رحلات السفن والناقلات من آسيا إلى أوروبا بواقع أسبوعين في حرق مزيد من الوقود، الأمر الذي زاد من المخاوف بشأن الأضرار البيئية الناجمة عن الانبعاثات.

فعلى سبيل المثال؛ تنبعث من رحلة سفينة حاويات متجهة من الصين إلى ألمانيا زيادة في ثاني أكسيد الكربون بنسبة 38%، إن قررت الاستدارة حول إفريقيا بدلًا من المرور عبر قناة السويس، وفقًا لبيانات بورصة لندن.

وبحسب شركة "شيبس غو"؛ فإن تحويل مسار العديد من السفن بعيدًا عن البحر الأحمر؛ أدى إلى زيادة متوسط وقت العبور بواقع 50%، ما أدى إلى صعود مماثل في انبعاثات الكربون.

زيادة الوقت اللازم للسفر

شركة الألبان الدنماركية "آرلا فودز"، من بين الشركات التي أقرت بارتفاع انبعاثات شحناتها بفعل الواقع الأمني المتأزم في البحر الأحمر.

وأقرت وحدة أبحاث سلسلة التوريد في شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال"، بأن أزمة البحر الأحمر أدت بالفعل إلى ارتفاع تكلفة تصاريح انبعاثات الشحن في الاتحاد الأوروبي بمقدار الثلث، نتيجة زيادة الوقت اللازم لسفر السفن من وجهتها الأولى إلى مقصدها النهائي.

من جهتها اضطرت شركة "ليفي شتراوس" الأميركية لصناعة الألبسة؛ ولضمان عدم تأخر وصول البضائع من المصانع إلى الأسواق، إلى نقل جزء منها برًا و جوًا، رغم أن الشاحنات والطائرات ينبعث منها كربون أكثر كثافة بواقع عشر مرات وسبعة أربعين مرة على التوالي.

خفض الانبعاثات الكربونية

ويبدو أن هذا الواقع البيئي قد يستمر حتى النصف الثاني من العام الحالي، بحسب شركة ميرسك الدنماركية للشحن البحري، وهو ما قد يعرقل الجهود الدولية الرامية إلى خفض الانبعاثات الكربونية.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ البيئة البحرية في جامعة قناة السويس محمود حنفي إن الأزمة الحالية أثبتت أن تأثيرها على القناة ليس اقتصاديًا فقط ولكن من الجانب البيئي أيضًا.

وأوضح حنفي في حديث إلى "العربي" من القاهرة أن كل كيلو متر واحد تتحرك فيه سفينة الشحن فإنها تصدر نحو 16.14 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من وزن المركب. 

ولفت أستاذ البيئة إلى أن قناة السويس كان لها دور في التقليل من الانبعاثات الكربونية عبر اختصار مسافات رحلات تلك السفن.