تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، منذ يوم أمس الجمعة، حالة من الجدل الكبير حول الإقبال على شراء تذاكر حفل النجم المصري عمرو دياب، المرتقب في 19 من أغسطس/ آب المقبل.
وأثار عدد من الناشطين الجدل حول تأثير الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد للعام الثالث على التوالي، حيث يعيش اللبنانيون أزمة صنفها البنك الدولي على أنها واحدة من أكبر ثلاث أزمات مالية تاريخية، وقد جعلت هذه الأزمة 8 من كل 10 أشخاص فقراء وفق تقرير سابق له.
ودفعت الأزمة بالأمم المتحدة تخصيص 8 ملايين دولار في فبراير/ شباط المنصرم لتلبية الاحتياجات الملحّة للفئات الأكثر عرضة للخطر في البلاد.
نفاد التذاكر
وبعد ساعات على طرح تذاكر الفئة الأولى من الحفل الذي سيقام على واجهة العاصمة بيروت البحرية، أكدت وسائل إعلام نفادها بالكامل، علمًا أن أسعار بطاقات الحفل تتراوح بين 60 و180 دولار أميركي، وهو ما يقارب 6 إلى 18 مليون ليرة لبنانية.
نفاذ تذاكر حفل عمرو دياب في بيروت من كافة الفئات!! 750 الف دولار مقابل حفلة فنيّة يتقاضاها عمرو دياب في بيروت، كيف بدك تقنع البنك الدولي انه لبنان يعاني من أزمة مالية وتذاكر بيعت جميعها التذكرة سعرها مئات لدولارات ☺️☺️ ونحن الخبز مش قادرين نشتري.
— W.dilati (@WDilaty) July 1, 2023
ورأى بعض رواد مواقع التواصل أن وجود عدد كبير من المغتربين اللبنانيين، الذين يقصدون بلادهم في عطلة فصل الصيف، كان سببًا أساسيًا في هذا الإقبال الكبير على حفلة لنجم يملك قاعدة شعبية واسعة في لبنان، لا سيما أنه لم يقم بأي نشاط في بيروت منذ 12 سنة، وهو ما يشكل سببًا إضافيًا لهذا الإقبال.
شعب عم يموت بس 750 الف دولار هو المبلغ المتوقع ان يكسبه #عمرو_دياب من حفلة #بيروت#بلد_العجايب 🙄
— SalamReslan (@SalamReslan) July 1, 2023
ترحيب رغم الأزمة
ويعيش لبنان أزمته المالية، منذ خريف عام 2019، حين تهاوت العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، وفقدت أكثر من 98% من قيمتها، فيما قال صندوق النقد الدولي، يوم أمس، في أول تقييم مالي شامل منذ بداية الانهيار الاقتصادي: إن الأزمة المالية تفاقمت بسبب عدم اتخاذ إجراءات متعلقة بالسياسة والمصالح الخاصة.
وفيما انقسم اللبنانيون حول الظاهرة التي رافقت عملية بيع البطاقات، رأى ناشطون أن ذلك دليل عافية وصحة يتميز بها المواطن لعودة بيروت إلى سابق عهدها، عاصمةً للفن والسياحة، ويساهم في تحريك الأسواق المحلية، في ظل ركود بعض المؤسسات السياحية طوال الفترة الماضية.
يعاني #لبنان من أزمة اقتصادية منذ الأزل، سعر 100$ بطاقة حفل لـ #عمرو_دياب يبقى معقولًا (سعر غير خيالي). هل المطلوب من اللبناني إيقاف موسم السياحة والتزام المنزل وعدم الترفيه كي يحيا "الاشتراكيون" بسلام وماذا عنكم وعن مصاريفكم؟ العناصر لا تلغي بعضها يمكن للإنسان أن يفعل ما يشاء!
— محمد مطاوع (@MohamedMotaweh) July 1, 2023
عودة "البهجة"
من جانبها، قالت صحيفة الأهرام المصرية: إن الجهة المنظمة للحفل قد طرحت تذاكر الفئة الأولى عبر موقع الحجز ونفدت جميعها خلال نصف ساعة، مما اضطرهم لزيادة عدد مقاعد هذه الفئة، والتي نفدت أيضًا فور طرحها، وذلك قبل شهر ونصف من موعد إقامة الحفل.
ومن المتوقع طرح الفئات التالية من التذاكر على التوالي، خلال الأيام المقبلة، بعد محاولات لزيادة عدد المقاعد لاستيعاب الإقبال الكبير على الحفل.
#لبنان بلد يعجز أي خبير أقتصاد أن يفهم ما الذي يحصل وكيف يحصل: " نفاذ تذاكر حفل عمرو دياب في #بيروت من كافة الفئات! "
— Mahmoud Nasreddine (@man_1959) June 30, 2023
وتحت عنوان "عمرو دياب يعيد البهجة للعاصمة اللبنانية" قالت الأهرام: إن اهتمامًا كبيرًا يحظى به الحفل المرتقب، "الذي يعد حدثًا فنيًا ضخمًا سيعيد الحياة الفنية في العاصمة اللبنانية، التي شهدت إلغاء حفلات عدد كبير من الفنانين خلال الفترة الماضية".
وأتى الإعلان عن حفل عمرو دياب، عقب إلغاء حفل فني للنجمة هيفاء وهبي في بيروت، والتي قالت في تغريدة لها وقتها باسم "المكتب الإعلامي": إن إلغاء الحفل جاء لأسباب تتعلق بالشركة المنظّمة والتأخر في إتمام ما يستلزم لإقامة الحفل في موعده.