السبت 7 Sep / September 2024

بسبب الامتحانات والتضخم.. تراجع الإقبال على معرض الكتاب في الرباط

بسبب الامتحانات والتضخم.. تراجع الإقبال على معرض الكتاب في الرباط

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دورته الثامنة والعشرين (الصورة: وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية على تويتر)
يعود تراجع الإقبال على المعرض الدولي للكتاب في المغرب، بسبب تزامن فترة إقامته مع امتحانات نهاية السنة الدراسية، وتراجع القدرة الشرائية للمغاربة.

لاقى نقل تنظيم المعرض الدولي للكتاب والنشر من الدار البيضاء إلى الرباط بصفة نهائية استحسان عدد كبير من العارضين والجمهور على حد سواء، غير أنهم سجلوا تراجعًا في الإقبال على الكتب بالنسبة لهذه الدورة.

ويعود التراجع، بسبب تزامن فترة إقامة المعرض مع امتحانات نهاية السنة الدراسية، وتراجع القدرة الشرائية للمغاربة في ظل وصول معدلات التضخم إلى مستويات قياسية في الأشهر القليلة الماضية، بحسب وكالة "رويترز".

وبدأت الدورة الثامنة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في الأول من يونيو/ حزيران الحالي، وتنتهي غدًا الأحد.

وشهدت هذه الدورة مشاركة 737 عارضًا من 51 دولة واستضافة كيبيك-كندا ضيفة شرف لهذه الدورة.

بدأت الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في فاتح يونيو
بدأت الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في فاتح يونيو - وسائل التواصل

من جهته، قال بنعود محمد ربيع وهو مدير دار نشر مغربية ومستشار اتحاد الناشرين المغاربة لرويترز: "شاركت عدة مرات في معرض الدار البيضاء، وشاركت في الدورة السابعة والعشرين للمعرض بالرباط، وهذه الدورة".

وأضاف أنه لاحظ أن "الإقبال متوسط هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، بسبب أنه تزامن مع الامتحانات الإشهادية (البكالوريا والامتحانات الجامعية)".

وأردف أن "التنظيم محكم خاصة من ناحية النظافة والأمن وإقبال العارضين من خارج المغرب وحضور دور نشر عربية وإفريقية وأوروبية"، مشيرًا إلى أن "الكتب التي تلاقي إقبالًا أكبر هي الكتب الأكاديمية وكتب الطفل".

التضخم يلقي بظلاله على المعرض

من جهته، قال العارض المغربي محمد البحبوح الذي شارك لأكثر من 12 مرة في دورات سابقة لمعرض الكتاب الدولي بالمغرب: إن "نقل المعرض إلى مدينة الرباط قيمة مضافة، كان لا بد من القطيعة مع معرض الدار البيضاء الذي كان يغرق سنة بعد أخرى في العشوائية والفوضى".

وأضاف: "هنالك تراجع في الحضور بالمقارنة بالدورة السابقة، بسبب تزامن فترة المعرض مع امتحانات آخر السنة، وبسبب الإكراهات المادية للمغاربة، فهذه سنة الغلاء والتضخم، وتلقي بظلالها على إقبال المغاربة على الكتب، وتنعكس على القدرة الشرائية للباحثين".

وسجل التضخم في المغرب مستويات لم يسبق لها مثيل في الأشهر القليلة الماضية. وبلغ في نهاية فبراير/ شباط على سبيل المثال 10.1%.

ورفع البنك المركزي سعر الفائدة ثلاث مرات منذ سبتمبر/ أيلول من العام الماضي إلى مارس/ آذار في مسعى لاحتواء التضخم.

من ناحيتها، قالت فاطمة أوعمي وهي معلمة لغة فرنسية بإحدى المدارس الخاصة بضواحي الرباط: "في الحقيقة ننتظر مثل هذه المناسبات لاقتناء الكتب النادرة التي لا نجدها دائمًا في المكتبات، لكن للأسف الأسعار غالية وليست في المتناول".

وقال موظف عرف نفسه باسم أحمد وهو يرافق طفليه: "جئت مع أطفالي لأشتري لهم كتبًا لعلي أحببهم في القراءة".

وأضاف: "ربما أسعار الكتب عادية لكن ما مررنا به من غلاء الأسعار قبل شهر رمضان وخلاله وبعده، ونحن مقبلون على عيد الأضحى يجعل ميزانيتي محدودة، مما اضطرني إلى أن أبرم معهما اتفاقَا مسبقًا ألا نتجاوز ميزانية محددة لاقتناء كتيبات".

غير أن إحصائيات وزارة الثقافة المغربية، أظهرت أن المعرض استقبل خلال الأيام الأربعة الأولى من هذه الدورة 62 ألف زائر، بزيادة 8% مقارنة بالفترة نفسها من دورة العام الماضي.

إقبال على الكتب الإنكليزية

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة المغربية في الأسبوعين الماضيين قرارًا لتعميم تدريس اللغة الإنكليزية في المرحلة الإعدادية، اعتبارًا من العام الدراسي المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور اللغة الإنكليزية في التعليم المغربي، بعد أن هيمنت الفرنسية على التعليم الأكاديمي في البلاد لعقود.

وسجل عارضون إقبالًا متزايدًا على الكتب الإنكليزية في هذه الدورة، خاصة الأكاديمية منها وكتب الأطفال.

وقال العارض المغربي عثمان العراقي وهو مؤسس موقع إلكتروني متخصص في الكتب الإنكليزية: "هناك إقبال متزايد على الكتب الإنكليزية، كنت دائمًا أراهن على الكتب باللغة الإنكليزية، بالرغم من بعض الآراء التي تقول إن المغاربة متشبثون بالثقافة الفرنسية".

وأضاف لوكالة "رويترز" أن "تنظيم المعرض بالرباط أفضل من الدار البيضاء بجميع المقاييس، إلا أن تنظيمه وقت الامتحانات تسبب في قلة الإقبال عليه".

وقال العارض هيثم جمعة من مصر: "آتي إلى معرض الكتاب في المغرب منذ أن كان في الدار البيضاء، كان الإقبال فيها أكثر ربما لأن عدد سكانها أكبر من الرباط".

وتابع: "عمومًا هناك إقبال جيد على كتب الأطفال سواء الطبيعيين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تشتغل دار النشر عندنا على كتب لهذه الفئة من الأطفال".

وأبدى عبد الرحمن خلف مدير الحقوق والتسويق في دار نشر سعودية إعجابه بالمعرض وتنظيمه، وقال لرويترز: "المعرض فيه إقبال جيد، وملاحظتي أن المغاربة ليسوا قراء عاديين، بل قراء نوعيين".

وأضاف: "لدينا كتب في الفلسفة والتاريخ والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، والقارئ المغربي يتمعن ويسأل وهذا دليل على الوعي".

وأشار إلى أن "المعرض مبشر بالخير ويشجعنا على الاستمرارية والمشاركة في قادم الأيام".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وريترز
Close