تهدد مشكلة التلوث النفطي بالبصرة العراقية بسبب استخراج النفظ وتصنيع المشتقات النفطية في المدينة، حياة السكان بشكل كبير، حيث تزداد أعداد الإصابات بالسرطان مع زيادة الانبعاثات النفطية.
ورغم عدم وجود دراسات تربط بين الإصابات السرطانية في البصرة والنشاطات النفطية، فإن حالات الإصابة تتزايد قرب مواقع الحقول النفطية في الزبير و القرنة وقضاء المدينة ومركزها أيضًا.
ورصد خبراء في مجال البيئة انبعاثات لمواد متعددة في الأراضي القريبة من الحقول النفطية، منها غاز كبريتيد الهيدروجين وغاز الإيثيلين وغاز الإثيلين البنزين وغاز أوكسيد الكربون، مؤكدين أنها تؤثر على صحة الإنسان.
ضرورة وضع قوانين
وأكد الباحث والأكاديمي البيئي، عادل جاسم، أن الهواء والماء في البصرة أصبحا ملوثين بالمشتقات النفطية لأن المدينة محاطة بانبعاثات النفط من كل الجهات.
وتحدث جاسم إلى "العربي" من البصرة، عن وجود العديد من الإصابات السرطانية بالدم والرئة، فضلاً عن التشوهات الخلقية، حيث تتواجد هذه الحالات بأعداد كبيرة جدًا قرب الحقول النفطية، من بينها منطقة نهران عمر حيث تصل نسبة الإصابة بالسرطان فيها إلى 50%.
وقال إنه يتم حرق نحو 3 مليارات قدم مكعب من الغاز يوميًا في المنطقة، لكن نصف هذه الكمية تُحرق دون معالجة، مؤكدًا أن الشركات النفطية لا تعير اهتماما لهذا الأمر. كما شدد جاسم على ضرورة وضع قوانين ومعايير صارمة لهذه الشركات.
وعن الجانب البيئي، أشار إلى أن البصرة باتت تعاني من ارتفاع درجات الحرارة، حيث تصل إلى أكثر من 50 درجة، كما أثّرت النشاطات النفطية على التنوع البيئي، حيث اختفت العديد من أنواع النباتات والطيور والحشرات، وهو "مؤشر خطير" أيضًا.