تتصاعد وتيرة الإصابات بمرض السرطان في البصرة جنوبي العراق، بسبب الانبعاثات الدخانية الناتجة عن عمليات الإنتاج والاستخراج النفطي التي تتم بالمحافظة.
فقد سجلت بحوث ودراسات علمية لباحثين في مجال البيئة وجامعة البصرة، زيادة في انبعاث المركبات الكيميائية من الحقول النفطية المستثمرة من الشركات الأجنبية، حسبما يقول مختصون في البيئة.
ويوضح المتخصص بالوقاية من الملوثات نعمة حميد أن مجموعة من الغازات المنبعثة، من الآبار القريبة من المناطق السكنية هي عبارة عن كبريتيد الهيدروجين وأول أوكسيد الكربون، التي تؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان، حيث تسبب له العديد من الأمراض منها السرطان.
ورغم ذلك، لا يربط الأطباء في البصرة زيادة عدد الإصابات بالسرطان بالتلوث البيئي حصرًا، فهم يقولون: إن أسباب الإصابة عديدة وقد يكون التلوث أحدها.
وفي هذا الإطار، يشرح مدير المستشفى التخصصي للأطفال في البصرة أسامة عمر يوسف، أن السرطان مرض متعدد الأسباب، ومعظمها يكون مجهولًا، وقد تكون أحد أسبابه إما التلوث أو عوامل وراثية، خصوصًا في ظل شيوع زواج الأقارب في المجتمع العراقي.
بسبب التلوث المرافق لاستخراج النفط.. أهالي البصرة يعانون من ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان#العربي_اليوم #العراق تقرير: مازن الطيار pic.twitter.com/OkimBzcxo0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 23, 2022
زيادة الانبعاثات الدخانية
أم محمد من أهالي شمالي البصرة، واحدة ممن أصيبوا بالسرطان منذ فترة، إذ يعزو زوجها الإصابة إلى زيادة الانبعاثات الدخانية المصاحبة لعمليات استخراج النفط من حقول غرب القرنة في المحافظة.
وإصابة أم محمد ليست الوحيدة في المنازل الممتدة على شارع طوله 100 متر، إذ سجلت فيه 12 إصابة بالسرطان.
وفي هذا السياق، يقول وليد مجيد جاسم وهو من ذوي المصابين بمرض السرطان: إن "سبب مرض السرطان حسب التقرير الطبي هو الانبعاثات السامة النفطية"، مشيرًا إلى أن حقل القرنة 2 يبعد أقل من كيلومتر عن منزله وقرب أراضيه الزراعية.
وفي خضم الجدل حول أسباب الإصابة بالسرطان تسجل إصابات في مختلف مناطق البصرة والمحافظات الجنوبية دون أن توفر الأجهزة الضرورية والأدوية اللازمة لعلاج المرضى، حسب مراسل "العربي".