أظهرت دراسة حديثة أنّ سعال مرضى كوفيد19 يعرّض الكوادر الطبية للإصابة بفيروس كورونا أكثر ممّا كان يُعتقَد سابقًا، ما يفرض إعادة التفكير في سلامة الآلاف من موظفي الخطوط الأمامية.
ووجدت الدراسة أنّ السعال ينتج ما لا يقلّ عن عشرة أضعاف جسيمات الهباء الجوي المعدية، مقارنةً بالتحدّث أو التنفّس، وهو ما قد يفسّر سبب إصابة العديد من موظفي القطاع الصحي بالمرض أثناء الوباء.
ويُعَدّ العاملون في المجال الصحي أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بأربعة أضعافٍ من عامة السكّان، وتبلغ معدلات الإصابة بين الموجودين في أجنحة المستشفيات نحو الضعف مقارنةً بعاملي وحدة العناية المركّزة الذين لديهم إمكانية الحصول على معدّات الوقاية الصحية الأكثر حمايةً.
وتدعو الجهات المعنية إلى ضرورة حصول العاملين في مجال الرعاية الصحية على أقنعة التنفس الأكثر أمانًا فضلاً عن تحسين تهوية المستشفيات.
اعتقادات خاطئة
اعتُقِد سابقًا أنّ أجنحة العناية المركزة أكثر خطورة على العاملين فيها، لأنّ بعض التقنيات العلاجية المستخدَمة لدعم تنفّس مرضى كورونا، مثل ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمرّ، من شأنها أن تولّد كمياتٍ كبيرةً من هذه الجزيئات الصغيرة.
لكنّ أحدث الأبحاث التي قادها الدكتور جيمس دود الاستشاريّ في طبّ الجهاز التنفّسي في جامعة بريستول تشير إلى عكس ذلك، وتُظهِر أنّ ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمرّ يقلّل الهباء الجوي مقارنةً بالتنفّس الطبيعي والتحدّث، وأنّ السعال هو مولّد قوي للهباء الجوي، والخطر أكبر بكثير ممّا هو متوقع.
وقُدّمت الدراسة، التي لمّا تُراجَع من الأقران، إلى مجموعة الهباء الجوي التابعة للمعهد الوطني للبحوث الصحية. ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنيّة، توفّي قرابة 900 عامل في مجال الصحة والرعاية بسبب كوفيد19، بين مارس/ آذار وديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي في إنكلترا وويلز.
